من ثمرات معرفة معنى اسم الله الأول أن يسعى الإنسان لنيل الأولية في أفعال الخير والتسابق إلى الطاعات قال -تعالى-: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،وكذلك صدق الالتجاء والافتقار إلى الله -عزّ وجلّ- فهو الأول في العطاء الأول في الكرم فعندما يدعو الإنسان ربه سيعطيه بما يتناسب مع أوليته في الفضل والجود والغنى وليس كما يعطي العبد المحتاج إليه -سبحانه- في كل دقائق حياته وتفاصيلها. إن العلم بمعاني أسماء الله والتفكر بها فوائد جمة وحكم عديدة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ"،ومعنى إحصاءها أي حفظها والتفكر بها والعمل بمقتضاها ومعرفة معانيها ودلالاتها، ولم يرد ذكر اسم الله الأول في القرآن الكريم إلا مرة واحدة وذلك في قوله تعالى: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}،وقد ارتبط اسم الله الأول باسمه الآخر. كما ورد اسم الله الأول في الحديث الشريف ومن ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم -في دعائه : "اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ"، ويتبيّن من هذا الحديث أن معنى اسم الله الأول المتقدم على جميع الموجودات، فالله -سبحانه- أول بلا بداية وآخر بلا نهاية، أوليته مطلقة لا يحدها حد ولا يحصرها زمان، والله -عزّ وجلّ- الأول في كل صفاته العظيمة كالسمع والبصر والحياة والقيومية والإحاطة، وهو -سبحانه- مستغنٍ عن كل شيء استغناءً مطلقًا، بالإضافة إلى كونه -عزّ وجلّ- أول في كماله لا يشابهه ولا يماثله أحد، فالنقص والعجز صفة ملازمة للخلق منزه عنها -سبحانه وتعالى- وهو الذي قال في كتابه العزيز: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.