عندما حضر المستعمر البريطاني إلي مصر غازياً ومحتلاً، لم يستطع أن يقهر الرصيد الشعبي الثقافي من المصطلحات المصرية، ومنها كلمة بقشيش التي حافظ عليها الشعب المصري ودرج علي استمعالها في جوانب الحياة ولا يمتلك المرء إلا أن يضحك ملء شدقيه عندما يعلم أن كلمة بقشيش فرضت نفسها علي اللغة الانجليزية واعترف بها من خلال معاجم اللغة الانجليزية ككلمة تعبر عن »منحة مجانية في مقابل خدمة ما«. ولقد حافظ الرئيس حسني مبارك علي هذا التراث الشعبي الذي أرجو أن تغيره الثورة مثل أشياء اخري عديدة اعيبها علي تراثنا الذي يجب تطهيره، وقد يعجب المرأ من حجم الثروة التي جناها الرئيس حسني مبارك أثناء توليه منصبه الذي هو أرفع منصب في الدولة ويمثل كرامة وشرف الشعب المصري، ويبطل العجب عندما نعلم أن تاريخ بدء تكوين الثروة بدأ مبكراً في المراحل الأولي من تبؤ حسني مبارك قيادة القوات الجوية ويسأل في ذلك المخابرات الفرنسية التي دأبت علي تسجيل المحادثات التي كانت تدور في قاعات الاجتماعات لشركة داسو الفرنسية مع حسني مبارك في بداياته ومن بعده صديقه الراحل ممثله الشخصي في فرنسا، مثل هذه المعلومات وغيرها يمكن الحصول عليها بمجرد إبرام اتفاقات مع الجهات الرسمية الاجنبية وعمل جلسات استماع لبعض الشخصيات غير مصرية سواء أوروبية أو عربية وتأمين سرية المعلومات حتي يتضح للسيد النائب العام أن قائمة المتعاملين مع السيد الرئيس كانت طويلة وتضم عدداً ممن رحلوا عن هذه الدنيا. أما الباقين فيمكن استجوابهم لمجرد التأكيد أن ذمة السيد الرئيس ليست فوق الشبهات، وأن العديد من المواقف السياسية التي اتخذها كانت مدفوعة الأجر، وفي ذلك اجابة لكل من يتساءل: اهي السياسة بتوكل عيش؟ عندما ينفق المرشحون الملايين للحصول علي كرسي في البرلمان أو الوصول إلي كرسي الحكم، الاجابة: أي نعم السياسة بتوكل بوغاشة، وأن ثروة السيد الرئيس في الحقيقة بالاضافة إلي أنها مكونة من عوائد سمسرة فإنها نتيجة النفحات والهبات السنوية التي كان يحصل عليها ممن حققوا باستثمار ملياراتهم في الشقيقة مصر واكتفوا بإعطاء الرئيس »البقشيش«. *وزير دولة بحكومة الظل الوفدية