القاهرة قِبْلة المثقفين.. ومن لم يكن مصرى الهوى فليس من الغاوين فى بيئة محاطة بالثقافة والشعراء ولد إبراهيم الجريفانى بمحافظة الدمام بالسعودية فتشبع بحروفها وهوى بحور اللغة، فكانت له إسهاماته الشعرية بالإذاعة المدرسية والمجلات المحلية وهو طالب بالابتدائية. ارتبط بمصر منذ السبعينيات ويصر على زيارتها كل عام حتى أصبح عاشقاً مدمناً لها، قضيته الأولى هى المرأة العربية، لذا جاءت كتاباته لسان حالها يعبر عن أحلامها وآلامها يتحدث عن قيودها وطموحاتها، كما لم ينس مرضها، فمشاعره الإنسانية أوصته بمشاركة أرباح كتبه مع مستشفى بهية لعلاج ومكافحة أمراض سرطان الثدى بمصر، وقبلها مستشفى 57357. يقول الشاعر والأديب السعودى إبراهيم الجريفانى: إن مصر قِبلة المثقف لتاريخها وللحياة الثقافية فيها بين أروقة المقاهى العريقة، حيث أثر توفيق الحكيم وطه حسين ويوسف السباعى وبيرم التونسى وأحمد شوقى وغيرهم من الرموز، لدىّ بالقاهرة والإسكندرية عبق ذكريات ووشوم أتجمل بها. وأضاف: أجد نفسى فى كل زيارة بين شارع المعز والحرافيش، وأراقص النيل وأحاكية فهو يُرجع صدى هموم البشر، وأهلى فى مصر استقبلتنى قلوبهم قبل مصافحة أيديهم، فمن لم يكن مصرى الهوى ليس من الغاوين. وحول قضايا المرأة العربية التى تحدث عنها بحروفه الشعرية يقول: فى العشرين عاماً الماضية تلبستنى المرأة العربية حين لم يكن لها صوت، وطالبتها بالتمرد الإيجابى وتحدثت بلسانها قناعة بقضيتها المجتمعية وأغلال الموروثات. وأوضح أن المرأة المصرية ليست بمعزل عن مُعاناة المرأة العربية.. واليوم المرأة العربية نفضت غبار الموروثات، واستخدمت أدوات العصر كصوت لها، فلا عزاء لمن بقيت فى ركنها باكية. وأشار إلى أن الأنظمة تغيرت والحقوق اتضحت لتُجاهر المرأة بصوتها لتمارس دورها بجوار شريكها الرجل وبهما يتكامل المشهد نحو غدٍ أفضل. وفى رأيى أن التمسك بالقيم هو سلاح الفتاة والشاب للعيش والتعايش داخل مجتمع راقٍ. ويضيف ضاحكًا: «ربما علينا اليوم تبنى حقوق الرجل العربى فالمرأة تبوأت الأولوية ويا خوفى من غدِ». وحول التغيرات التى لمسها فى مصر خلال فترة زيارته لها يشير قائلًا: زرت مصر منذ السبعينيات، وعرفتها قبل ذلك من خلال المعلمين والأطباء الوافدين للعمل فى المملكة هنا، وأيضاً الأفلام والمسرحيات والروايات والأدب عموماً جسد الشخصية والمجتمع المصرى، لذا لم أجد غربة فى فهم الإنسان المصرى الجميل. ويضيف: مصر مرت بمتغيرات مدنية وتنموية كثيرة، وتعيش مصر اليوم نهضة جديدة بتشييد مدن وطرق جديدة واستثمارات فى قطاعات مختلفة، كما أن مصر ركيزة العمل السياسى العربى، والعرب ينظرون لمصر واستقرارها سنداً أمنياً لهم. وبشأن فكرة التبرع بإيرادات حفل توقيع كتابه لصالح مرضى السرطان فى مصر، يؤكد أن الشاعر الحقيقى هو من يشعر بمجتمعه ويكون مؤثراً، فالشعر ليس مشاعر حالمة، انتهجت فكرة تنمية الوعى المجتمعى بعد أن أكرمنى الله بمحبة الناس. وتابع بالقول: بدأت فى السنوات السبع الماضية توظيف الفعالية الثقافية لتسليط الضوء على جوانب إنسانية مهمة كسرطان الثدى أو سرطان الأطفال أو غيرها من جوانب الإنسانية، فكانت الفعاليات هى فرصة للمشاركة لدعم هذه المؤسسات الإنسانية، ولأن الهدف الإنسانى هو الرسالة الأسمى فقد وجدت تجاوبًا من الجميع ورغبة للتفاعل المجتمعى عبر التكافل الاجتماعى، وأثق أن هذه رسالة المثقف الحقيقي. وعن امتزاج حفلات توقيع ديوانه بمعارض لوحات تشكيلية يقول الشاعر والأديب السعودى إبراهيم الجريفانى: الشعر هو صورة جمالية مجسدة حرفًا، والتشكيل لوحة جمالية مجسدة لونًا، والخيال هو الرابط بين الشعر والفن التشكيلى، ولقناعتى أن هذا الإبداع المشترك يمثل الوجه الحقيقى لعُملة الإبداع فى مساء ثقافى حقق نجاحاً خلال عشر سنوات تشرفت بالعمل والتعامل مع أكثر من 60 فنانة تشكيلية عربية وأقمنا أكثر من 18 فعالية، وأعد لمفاجأة أكثر جمالًا فى آخر هذا العام تحتضنه القاهرة بإذن الله. وفى إطار امتلاكه لدار نشر ورؤيته حول وجود صراع بين الكتاب الورقى وعالم التكنولوجيا، وهل تأثرت نسبة مبيعات الكتب الورقية وعدد الطبعات بسبب الكتب الإلكترونية يقول: حقيقة الأمر أن الكتاب الورقى فى العالم العربى أرقام توزيعه مُخجلة جدا فالأرقام نخجل أن نذكرها رغم تحايل البعض بعدد الطبعات. ويضيف: تجربتى خلال العشر سنوات مع النشر الورقى ليست مُبشرة بمستقبل واعد، وقد حرصت على التوقف لإعاداة الدراسة وكيفية التعامل مع النشر المستقبلى، نعم الكتاب الإلكترونى هو المستقبل ولكن تجربته العربية ما زالت كمولود مشوه، وقد أضر بالمؤلفين والحقوق ولم يحقق ما هو مأمول منه، وفى بريطانيا أيضاً التجربة لم تحقق الأهداف المرجوة. واختتم بالقول: شخصياً أتابع العمل على مشروع مختلف يكفل حماية الحقوق الإلكترونية ويحقق الفائدة المرجوة تسويقياً ومادياً للمؤلف العربى، فأنا من أنصار أن تبدأ قوياً لا أن تهرول لمولود مشوه.