قال الدكتور مصطفى حجازي - المفكر والخبير في مجال التطوير المؤسسي والتخطيط الإستراتيجي والحوكمة، والعضو المؤسس بالتيار الرئيسي المصري- إن السلطة تتوهم أنها ستقوم ببناء دولة مماليك أخرى فى العصر الحديث. ودعا حجازي المصريين عبر تدوينه على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي" فيس بوك" اليوم- السبت- لأن يكونوا ملاك الوطن حتى يزول مماليكه. قال حجازي، موضحًا سلوك ونفسية المملوك:" المملوك لا وطن له إلا السلطة، المملوك لا أهل له إلا شركاء المصلحة ومقتسمى الغنائم، المملوك لا يعرف من الحقوق إلا حقه فيما اغتصبه، ولا يفهم من العدل إلا قبوله أن يكون عبدًا من أجل مطمعه، أوتسويغه استعباده لغيره، فهو إما مُستعبِد و إما مُستعبَد، المملوك منزوع الإنسانية، معوج الوجدان، سقيم النفس، رهين الخوف من كل ما حوله". وتابع موضحًا أن مصر كانت دولة مماليك قديمًا وحديثًا، ولن تعود:"عاشت مصر دولة المماليك حديثًا فى عصر مبارك، عاشتها بمماليك حول عرشه وبمماليك أُخَرْ تحت أقدام عرشه يتحينون الانقضاض على كرسيه، ومن عجب أنه عندما سقط مبارك لم يفهم هؤلاء حكمة سقوطه، بل يتوهمون بناء دولة مماليك أخرى، ولمثل هؤلاء حقوق لا ننكرها عليهم، ولكن لنا جميعًا أصحاب البلد حقوق لن يستطيعوا إلا أن يرضخوا لها". وقال الخبير الإستراتيجي موجهًا حديثه لمماليك السلطة الحالية:" فللمملوك نقول:" حقك أن تهذى بينك وبين نفسك، حقك أن تحيا فى هلاوسك وتتخيل ما تشاء، كيفما تشاء، وقت ما تشاء، فقط فى غرفك المغلقة، حقك أن تزعم أن الدنيا كلها تتآمر عليك، وتريد أن تخطفك وتقتلك، حقك أن تحيا بالبارانويا، وأن تحكم بالبارانويا، فقط وأنت تتحدث إلى مرآتك، حقك أن تسعد بجاه الحياة الذى أتى، وأن تهرول نصيب الدنيا الذى كنت تحلم به طويلا، حقك أن تفرح بأنك تتسلط، وتحدث نفسك بخيلاء السلطان وأن تقول لنفسك إنما أؤتيته على علم عندك وعند جماعتك، لا فرق، ما دمت تعرف أو لا تعرف قول الله فى قارون" لا تَفْرَحْ إِن َّ اللهَ لا ُيحِب ُّالْفَرِحِينَ" مثلك، حقك أن ترى أنت وأولادك من نعيم الدنيا ما اشتهيتموه فى أيدى غيركم، وممدتم أعينكم لما مُتِعَت به أزواجاغيركم قبل الجاه والسلطان، إن كان فى غير سُحت". لا فرق أن صرت تعرف أو لا تعرف أن "كل لحم نبت من سُحت فالنار أولى به" ، من حقك كل هذا، ما دمنا نعرف أن هناك إله، سيفضى كل منا عنده إلى ما قدم من عمل". وأكد حجازى عبر تدوينته على التواصل الاجتماعي، على حقوق المصريين ملاك الوطن، أضاف:" حقنا نحن من يملك الوطن، حقنا ألا تجترأ علينا بهلاوسك، حقنا ألا تؤذينا أو تؤذى أولادنا بأثر زعم مؤامرتك، وألا تتسلط فينا بغير عقل، حقنا ألا تذهل بسلطتك وأحلام جاه المتحقق، عن انعدام أهليتك، حقنا ألا نراك، تصر على أن تصلح الفشل بالفساد، وتعود عن الخطأ بالإثم، وتدرء الوهم بالجرم، حقك أيها المملوك أن تنتحر فشلاً، أو حمقًا، غباءً أو كذبًا، وحقنا ألا نسمح لك ولمن تمثلهم أن تقتلوا شعباً بالكمد وثقل النفوس، قبل أن تقتلوه بالفشل والعمد، اعتدل أيها المملوك أو اعتزل،هذا حقنا، انحسر أو انتحر هذيا أو فشلا أو اغترافا من الدنيا فهذا شأنك أنت وجماعتك وشركاء الغنيمة، ولكن بعيدًا عن شأن هذا الوطن ومستقبله، " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء"، واذكر وشركاء الغنيمة قول ربنا.. أنكم " وسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ * وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ *" "* فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ *" واختتم المفكر المصري حديثه بالقول:" الإصرار على الفشل جُرم، حق المماليك البقاء، ولكن بشروط الوطن وملّاكه، كل المماليك إلى زوال، ويبقى للوطن ملّاكه، هم أبناء الوطن كونوا ملّاكه، كى تزول مماليكه، فكروا تصحوا ".