د. صابر عطا : الإخوان عاجزون عن إدارة الدولة.. وكل اهتمامهم السيطرة على مفاصلها

أكد الدكتور صابر عطا عضو المكتب التنفيذى لحزب الوفد وأمين الصندوق المساعد للحزب أن الإخوان يحاولون تفكيك مؤسسات الدولة من أجل إعادة أخونتها، وهو ما حدث فى مؤسسة القضاء، مما أدى إلى عدم الامتثال لأحكام القضاء.
وأضاف عطا أن الحكومة الحالية تتعامل باستهانة مع الأحداث ومصر فى حاجة إلى رئيس وزراء عبقرى يستطيع تقليل حجم العجز فى الميزانية وإخراج مصر من كبوتها.
دعا عطا الإخوان للوفاق الوطنى مع جميع الأحزاب والقوى السياسية لأن مصر فى أشد الحاجة إلى المشاركة وليس المغالبة... وإلى الحوار.
ما رأيك فى الأحداث الراهنة التى تمر بها البلاد؟
- الأحداث خطيرة والسبب عجز الحكومة عن إدارة البلاد، فالإدارة تحتاج إجراءات عاجلة وجادة يتوافق عليها الجميع.. فالحكومة الحالية تتعامل باستهانة مع الأحداث وتحاول أخونة المواقع الحكومية دون النظر إلى طبيعة الموقف الذى يضاعف الأزمة الراهنة.
أضاف عطا أن الفائض النقدى المعلن 13 ملياراً ونصف المليار، منه 3.3 إلى 3.5 مخزون الذهب فى مصر والباقى عبارة عن حصة مصر فى شركات البترول والمبلغ لن يكفى 3 أشهر لاستيراد مستلزمات من الخارج.
مثلاً الطاقة بمصر تقدر ب99 مليار جنيه والأمر يحتاج إلى ترشيد الاستهلاك، وكذلك دعم باقى السلع يحتاج ترشيداً ويأتى ذلك بتوافق كل القوى السياسية الموجودة فى المجتمع المصرى.
وهناك محاولات لتفكيك مؤسسات الدولة، كالقضاء من أجل إعادة أخونتها بشكل يتوافق مع نظام الحكم بدعوى انتشار الفساد فى هذه المؤسسة مما أدى إلى خروج بورسعيد بكاملها رفضاً لحكم قضائى سليم لمعاقبة من تسببوا فى مذبحة استاد بورسعيد، فمحاولة الاستهانة بالقضاء من قبل السلطة وأهل الحكم بدعوى محاربة الفساد أدت إلى عدم الامتثال لأحكام القضاء من قبل الشعب.
كما أن التعامل مع أحداث سيناء باستهانة أيضاً من الممكن أن يؤدى إلى ضياع جزء عزيز من مصر.
هل تعنى أن الإخوان هم السبب فى الظروف التى تمر بها مصر؟
- نعم هم عاجزون عن إدارة الدولة، فكل همهم أخونة مؤسسات الدولة، ففى الفترة الحالية لا يستطيع فصيل واحد إدارة الوطن، ومن الواجب أن تشترك جميع الأطراف فى إدارة الدولة لأن طريقة الاستحواذ التى تمر بها البلاد أدت للأحداث الجارية التى اندلعت مع الإعلان الدستورى الصادر من الرئيس والذى لم يقدم أو يؤخر ولكن أدى إلى الانقسام فى الشارع المصرى ويتبع ذلك عدم التوافق على الدستور الذى كان من الممكن أن يحدث حوله توافق مع أن المواد المختلف عليها لا تتجاوز 15 مادة من 236.
هناك مطالبات بتأجيل الانتخابات 6 أشهر وهناك بعض القوى السياسية أعلنت عدم خوضها الانتخابات.. ما رأيك؟
- أفضل تأجيل الانتخابات حتى تتم على أسس سليمة من خلال إعادة النظر فى الدوائر الانتخابية لأن فرصة النجاح فى دائرة يمثلها 4 مرشحين تختلف عن دائرة يمثلها 8 مرشحين، وهذا ظلم واضح وغير دستورى.
المحكمة الدستورية العليا رفضت بعض المواد فى قانون الانتخابات لإصابته بعوار دستورى.. بماذا تفسر ذلك؟
- الحزب الوطنى والرئيس السابق مبارك فى الفترة الماضية كان يبنى دولة الحزب الوطنى وليس دولة مصر، وللأسف الشديد قامت الثورة وراح ضحيتها أرواح كثيرة بلغت 20 ألف مصرى ما بين شهيد ومصاب، ورغم ذلك تحولنا من دولة الحزب الوطنى إلى دولة الإخوان.
بماذا تفسر إصرار الرئيس مرسى على بقاء حكومة هشام قنديل؟
- أولاً رئيس الوزراء لم يخرج بجديد، بل إن الأزمات ازدادت فى عهده، فمحافظة كبنى سويف قام مواطنيها بالتقدم ببلاغ ضد رئيس الوزراء للافتراءات التى صرح بها بشأنهم.. فرئيس الوزراء يتحدث دون مسئولية ومصر فى احتياج لرئيس وزراء عبقرى يخرجها من كبوتها ويستطيع تقليل حجم العجز فى الميزانية وتحقيق ما لم يستطع قنديل تحقيقه طوال الفترة السابقة.
كنا نعيب على الحكومة فى عصر مبارك سوء التصرف فى الاستثمارات، فالمصريون بالخارج أدخلوا مصر أكثر من 18 مليار دولار عام 2012، بالإضافة إلى الأموال غير المعلنة ولم تستطع الحكومة استثمار هذه المبالغ فى مشروعات استثمارية تدر دخلاً للمصريين ولذلك لم يستطع مبارك إحداث طفرة اقتصادية تنهض بمصر من كبوتها والواجب تحقيقه هو توجيه مدخرات المصريين إلى الاستثمار فى مشروعات إنتاجية وليس دفنها فى كتل خرسانية فى الساحل الشمالى والبحر الأحمر، فالقرى السياحية وصلت من الإسكندرية حتى مرسى مطروح والآن عهد مبارك يعيد نفسه من جديد ويتكرر الفكر الفاشل.
لذلك أطالب برئيس وزراء عبقرى يستطيع استخدام عبقرية المصريين فى العمل والإنتاج فضلاً عن وضع منظومة جديدة لصالح مشاكل الصحة والبطالة التى ازدادت فى الفترة الأخيرة، وأيضاً نحتاج إلى حكومة رشيدة تطور من أساليب الزراعة توجه المزارعين إلى زراعة ما يحتاجه السوق الأوروبى والعربى والأمريكى وتطوير الرى وفق منظومة حديثة وتعمير سيناء واعتبار المحافظات الحدودية من المحافظات الأولى بالرعاية التى يجب أن تولى اهتماماً غير عادى لأنها بوابات الدفاع عن مصر.
إذن.. الإخوان سبب الأزمات المتعاقبة التى تمر بها مصر؟
- الإخوان ما يشغلهم تمكين أنفسهم من الوطن وأطالبهم بأن يسعوا إلى الوفاق مع جميع الأحزاب والقوى السياسية لأن مصر فى أشد الحاجة إلى الوفاق والمشاركة.. والموقف خطير لأن جميع حدودنا مع دول بها أزمات سياسية، فحدودنا الشمالية قريبة من سوريا والغربية مع ليبيا والجنوبية مع السودان.. فنحن محاطون بالخطر ويجب التوحد.