«كورونا».. موجة رابعة على الأبواب خبراء: قوتها تتوقف على التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية والتطعيم خطر الوباء لا يزال قائماً.. وخطة حكومية لتطعيم 40% من المصريين قبل نهاية العام 6.5 مليون مواطن سجلوا للحصول على اللقاح.. والانتهاء من تطعيم 5 ملايين حتى الآن «كورونا» مثل موج البحر، فالفيروس لا يهدأ ويتحور باستمرار لتظهر منه سلالات جديدة تجتاح العالم، ومؤخرًا توقع الخبراء اندلاع موجة رابعة لكورونا فى منطقة شرق المتوسط ومنها مصر، خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر. التوقعات دفعت الخبراء إلى مطالبة المواطنين بالحذر الشديد واستمرار اتباع الإجراءات الاحترازية وسرعة التسجيل للحصول على اللقاحات المتوفرة فى مراكز التطعيم، أملًا فى إضعاف قوة هذه الموجة التى من المتوقع انتشارها بشكل أكبر من الموجات السابقة، وأعلن مكتب منظمة الصحة العالمية فى منطقة شرق المتوسط أن ارتفاع عدد الإصابات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يشير إلى موجة رابعة من الوباء. وقال مدير المكتب الإقليمى للمنظمة أحمد المنظرى، إن معظم المصابين الذين ينقلون إلى المستشفيات غير مطعمين، ونحن نرى الآن الموجة الرابعة من كوفيد-19 فى المنطقة. أما وزارة الصحة، فقد كشفت عن احتمالية دخول الموجة الرابعة إلى مصر، وتوقعت بدايتها مطلع أكتوبر المقبل، ولذلك طالبت الوزارة المواطنين بالاستمرار فى اتباع الإجراءات الاحترازية كارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعى والمداومة على غسيل اليدين والبعد عن التكدس أو التجمعات الكبيرة. ووفقًا لتقرير الوزارة، فإن الموجة الرابعة من كورونا ستكون مختلفة عن سابقتها وأقل حدة، بشرط التزام المواطنين بالتسجيل للحصول على اللقاح، لأن اللقاحات تعمل على الحد من انتشار العدوى والسيطرة على الفيروس، فضلًا عن دورها فى تخفيف حدة الأعراض وجعلها بسيطة ومتوسطة بدلًا من كونها خطيرة، وتخفيف الضغط على المنظومة الصحية. من جانبها أعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة عن أن الوزارة تستهدف الانتهاء من تطعيم 40% من المواطنين بنهاية العام الحالى، من خلال التوسع فى مراكز تلقى لقاح كورونا، التى وصل عددها إلى 429 مركزًا على مستوى محافظات الجمهورية. وشددت وزيرة الصحة على ضرورة الاستمرار فى اتباع الإجراءات الاحترازية حتى فى حالة أخذ اللقاح، مشيرة إلى أن اللقاح لا يمنع من الإصابة بالفيروس، وما زالت التدابير الصحية هى الحل الوحيد للوقاية منه. وطبقًا لإحصائيات وزارة الصحة، فإن إجمالى عدد المصابين الذى تم تسجيله فى مصر بفيروس كورونا المستجد يتجاوز 285 ألف حالة من ضمنهم 230 ألف حالة تم شفاؤها، و16524 حالة وفاة. وبلغ عدد المسجلين على الموقع الإلكترونى للحصول على لقاح فيروس كورونا نحو 6.5 مليون شخص، فيما تم الانتهاء من تطعيم أكثر من 5 ملايين شخص حتى الآن، كما يتم تطعيم 115 ألف شخص يوميًا ومع زيادة اللقاحات ستتم زيادة عدد الأفراد الذين يحصلون على اللقاح يوميًا. من جهته، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة، إن إمكانية حدوث موجة رابعة لفيروس كورونا فى مصر واردة، مضيفًا، «كل شىء ممكن». وأوضح «تاج الدين»، أننا نتمنى ألا تحدث موجة جديدة وتحورات أخرى للفيروس، ولكن هذه أمنيات، والواقع يستوجب منا توفير كافة الاحتياطات والاستعدادات اللازمة للتصدى لأى احتمالات واردة خلال الفترة القادمة. وأضاف: لا يوجد أى نوع من السلالات المتحورة لفيروس كورونا فى مصر حتى هذه اللحظة، وذروة الموجة الثالثة لفيروس كورونا فى مصر أوشكت على الانتهاء، وما زلنا فى الموجه الثالثة ولم تنته بعد، وهذا واضح فى انخفاض أعداد الإصابات خلال الفترة الماضية، فالدولة تتابع الموقف عن كثب، لرصد وجود موجة رابعة أم لا، وتسعى لتوصيل كل اللقاحات الخاصة بكورونا للجميع، كما أن هناك إجراءات تتم مع القادمين من الدول الخارجية لمصر تحسبًا لدخول أى سلالة متحورة وأكد «تاج الدين» أن القول بدخول مصر الموجة الرابعة يمثل استباقًا للأحداث، لأننا لا نستطيع التنبؤ بالموجة الرابعة، ونتابع يوميًا مستوى العالم مع الإجراءات التى يتم تطبيقها للحد من انتشار فيروس كورونا خاصة من ظهور سلالات جديدة. وقال الدكتور هانى الناظر، استشارى الأمراض الجلدية، رئيس المركز القومى للبحوث سابقًا، إن نشاط وانتشار فيروس كورونا خلال فصل الصيف يقل بشكل كبير نتيجة عدة أسباب، تتمثل فى زيادة عدد ساعات سطوع الشمس مع ثبات درجات الحرارة عند مستويات مرتفعة باستمرار، إضافة إلى زيادة نسبة الرطوبة فى الجو، ما يؤدى إلى انخفاض أعداد الإصابات الجديدة والوفيات تدريجيًا. وأوضح استشارى الأمراض الجلدية، رئيس المركز القومى للبحوث سابقًا، أنه مع طول أشهر الصيف وزيادة أعداد المتلقين للقاحات كورونا بأعداد كبيرة نتيجة توافر اللقاحات فى ظل الإقبال الكبير للمواطنين على التطعيم، فهناك احتمال بأن تكون هناك موجة رابعة ضعيفة فى الشتاء مثل موجات الأنفلونزا الموسمية، وليست بشدة الموجات الثلاث السابقة، قائلًا، «بإذن الله تكون نهاية عام 2021 هى نهاية هذا الوباء اللعين». من جانبه قال الدكتور مجدى بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إنه حتى الآن التطعيم الكامل بجرعتين يقى من تحول العدوى بكورونا إلى مرض كوفيد الشديد أو الحرج، وأغلب الحالات الجديدة فى العالم حاليًا كانت لأشخاص غير مطعمين. وأضاف «بدران»، أنه عند انتشار العدوى بفيروس جديد مثل كورونا وتسببه فى حدوث وباء، يأخذ أبعادًا وبائية يتم رصدها بمرور الوقت على منحنى بيانى، وكلما زادت حالات العدوى اليومية صعد المنحنى حتى يصل للذروة وبعدها تزداد مناعة الجماهير وتتدخل الحكومات بتدابير العلاج والوقاية فتقل أعداد الحالات الجديدة فيهبط المنحنى اليومى للعدوى حتى يصل لمعدل منخفص أو الصفر. وأوضح عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أنه لو ظلت المعدلات منخفضة أو صفرية فإننا نعلن القضاء على الوباء، ولو عادت أعداد الحالات تزداد مرة أخرى ندخل فى موجة جديدة للعدوى وهكذا، مشيرًا إلى أنه فى تونس مثلًا بدأت مؤخرًا الموجة الرابعة للفيروس، وهى تعد أول دولة عربية تدخلها الموجة الرابعة، والفيروس ينتشر بشكل سريع بين المدن التونسية، لتدخل تونس بذلك مرحلة وبائية جديدة خطيرة، كما ظهرت الموجة الرابعة فى إيران، فيتنام، هونج كونج، كوريا الجنوبية، فرنسا، وأمريكا. وأضاف أن التوقعات ترجح أن يكون موعد الموجة الرابعة بمصر فى سبتمبر المقبل، ولكن التزام المواطنين بالتدابير الوقائية، وزيادة الإقبال على التطعيم والحصول على اللقاح كفيل بمنع الموجة الرابعة، لأن الالتزام بالتدابير الوقائية والتطعيم، يمنعان نشوء سلالات جديدة لكورونا فى مصر، كما أن التطعيم قد يمنع الموجة الرابعة، أو يؤخر ميعاد اندلاعها، بحسب تصريحات عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة. وأوضح «بدران» أن مصر نجحت فى تخطى ذروة الموجة الثالثة من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بسبب إدارة الأزمة بكفاءة واحترافية، وتوفير القيادة السياسية لكافة متطلبات مواجهة الأزمة، وتعاون الإعلام فى رفع الوعى المجتمعى بخطورة الجائحة والالتزام بالإجراءات الاحترازية، وبسالة الفرق الطبية، وتطعيم الفئات المستهدفة من الأطقم الطبية وذوى الأمراض المزمنة والعاملين بقطاع السياحة، فضلًا عن الإقبال الجماهيرى على التطعيم ضد كورونا. وأشار إلى أنه يمكن للمواطن البسيط أن يكون له دور فى الحد من اندلاع الموجة الرابعة لكورونا بسهولة لو طبق أربع خطوات، تتمثل فى غسل الأيدى بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية قبل لمس الأنف أو الفم أو العين أو بعد لمس الأسطح، مع الابتعاد الجسدى عن الآخرين، وارتداء الكمامة خارج المنزل، وداخله فى حالة وجود حالات كورونا عزل منزلى أو استقبال آخرين سواء أقارب أو أصدقاء أو غرباء، وتجنب التواجد فى أماكن مزدحمة أو مع أفراد بلا كمامات. وأكد أن التعافى من كورونا ليس عذرًا للتخلى عن التدابير الوقائية، فالعدوى يمكن أن تتكرر أكثر من مرة، وهناك شباب ماتوا فى أكبر دول العالم فى الموجة الثانية والثالثة، لافتًا إلى أن الموجتين الأولى والثانية كانتا أقل حدة من الثالثة، ولو لم يلتزم المواطنون بالتعليمات الوقائية يمكن للفيروس أن يعاود هجومه ويتكرر السيناريو الأمريكى أو الأوروبى أو الهندى فى مصر، وهذا خطر كبير يهدد بتوقف عجلة الاقتصاد، ووفاة المئات من الأبرياء، وتضاعف أعداد الإصابات بكورونا خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وقال «بدران»: «الكرة الآن فى ملعب المواطن، وعليه ألا يكرر الأخطاء السابقة، بالاستمرار فى اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.. اللقاح لن يمنع العدوى بكورونا، ولا يعطى حماية 100%، ولكنه يخفف من شدة الأعراض ويجعلها بسيطة ومتوسطة ويقلل من الوفيات جداً.. الوعى هو الأمل فى منع ظهور الموجة الرابعة لكورونا فى مصر»، هذا ما أشار إليه عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة. وأوضح أنه فى حالة ظهور الموجة الرابعة لكورونا، من المحتمل وجود جائحة جديدة فى غير المطعمين، بكل صفات الكورونا الكلاسيكية، واحتمالات الاحتجاز فى المستشفيات، وحدوث المضاعفات وارتفاع نسب الوفيات ستصبح أكبر، أما المطعمون ضد الكورونا سيكونون فى مأمن من الدخول للمستشفيات أو الدخول فى مضاعفات. الدكتور محمد النادى، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، قال إن ظهور موجة رابعة لفيروس كورونا سيكون مسئولية المواطن، بعدما أتاحت الدولة طوال الفترة الماضية اللقاحات بكثرة من مصادر مختلفة. وأضاف «النادى»، أن المواطن يجب عليه الحصول على اللقاح، وألا يستمع للشائعات التى تحذر من مخاطر مزعومة تصيب من يتلقاه، مشيرًا إلى أن المواطنين مطالبون بالالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، لأن حصولهم على اللقاحات والالتزام بالإجراءات يعنى أن حدوث موجة رابعة محتملة فى شهر سبتمبر المقبل ستكون بصورة محدودة. وأوضح أن الفيروسات دائمًا ما تحدث لها تحورات، بعضها يكون ذات قيمة وبعضها غير ذلك، وهناك تحور جيني قد يكون معنيًا بإحداث وباء وهو أمر لا يشترط أن يحدث بالضرورة، وكورونا له أربع سلالات أثبتت قدرتها على إحداث وباء، هى ألفا وبيتا وجاما ودلتا، وسلالة دلتا المنتشرة حاليًا فى عدد كبير من الدول سريعة الانتشار والعدوى، لكنها غير موجودة فى مصر.