أوجعت قلوبنا " يا عادل " برحيلك المباغت ، مثلما كنت في حياتك ، دائما تفاجئنا بكرم أخلاقك وشخصيتك النبيلة ، أنت الذي كنت تسأل علينا قبل أن نسأل عنك، وتتتبع أحوالنا كأنها أحوالك ، وفى حياتك كنت دائما تذكرنا بمودة وحب اقرب الناس ، وفى رحيلك ذكرتنا بأعز من رحلوا عن دنيانا من الإخوة والأصدقاء. أتذكر أول مرة رايتك فيها في مبنى " الوفد" القديم بالمنيرة ، كنت صاحب وجه بشوش وابتسامة راضية ، ونفس هادئة شفافة ، وقلب مفتوح على الناس في ود جميل.. وفى أخر مكالمة هاتفية بيننا قبل فترة كنت نفس الشخص ..كريما في أخلاقك ومحبتك وأيضا في نصائحك الصادقة ..وتحدثنا عن أولادنا ووعدتني عندما نلتقي تنقل لي خبرتك مع أولادك في الجامعات الخاصة.. فكنت كما أنت نفسك راضية ، وأخلاقك سامية وصلة الرحم والمودة بين اهلك وأصدقائك واحدة .. لا اعرف لماذا تذكرت يوم زفافك عندما سمعت بنبأ رحيلك.. ويوم ما احتفلنا في شقتك بحدائق المعادى فيومها كنت سعيدا مبتهجا ، وكلنا كذلك كما لو إننا من بقية اهلك، وأنت شقيقنا الذي نحتفل بزفافه، فكنت أول من تزوج تقريبا من أعضاء قسم التحقيقات الذي كان في الغرفة التي على السلم..هذه الغرفة شهدت أجمل بدايتنا ، رغم صعوبات العمل والحياة ، وبقروشنا القليلة تجمعنا حول اطعم سندوتشات الفول والطعمية والجبنة بالخيار وعلب الكشري..اليوم " ياعادل" نأكل بمئات الجنيهات ما نتصور انه أفضل طعام ولا نستطيع تناولها ، ولو استطعنا لا نستمتع بها مثلما كنا نستمتع في ذلك الوقت بأبسط الأطعمة ..فكل شيء جميل تركناه خلف ظهورنا،وتوهمنا إننا نتقدم نحو الأفضل ولا ندرى أن الأسوأ في انتظارنا ..وهاهو يبدأ برحيلك ، وها هي الأيام تمضى بنا ونبدأ نودع بعضنا البعض ..ولا يتبقى لنا إلا أمل اللقاء .. وان نبدأ مثلك رحلة جديدة أجمل واطهر وأبقى ، وذلك ما تستحقه ، ولهذا لن أبكيك " يا عادل" ، ولا اعتقد أن أحدا من الزملاء سيبكيك ، ولكن سنبكى أنفسنا لأنك تركتنا وحدنا ..فمن كان في أخلاقك ونبل شخصك ، لا خوف عليه ، فحتما سيلقى وجه ربه عز وجل ، هادئا مطمئنا، وسيكون مثواه الجنة مع الأنبياء والشهداء والصديقين بإذن الله.. أما نحن فليرحمنا العلى القدير برحمته حتى يكرمنا بلقائك .