اقتحم الآلاف من أهالى قرى ميت كنانة وعرب الرواشدة وعزبة عابدين التابعين لمركز طوخ محطة الصرف الصحى الرئيسية بمنطقة عرب الرواشدة، احتجاجًا على مصرع 9 من أبناء القرى الثلاث اختناقًا عقب سقوطهم فى البيارة الرئيسية للمحطة خلال محاولة انقاذهم لعاملين بالمحطة سقطا اثناء قيامهما بعمليات الصيانة لها . وحطم أقارب المتوفين الثائرين عددًا من غرف المحطة وزجاجها بسبب تأخر فرق الإنقاذ واختفاء الاجهزة التنفيذية والأمنية من موقع الحادث. وطالب الأهالى بإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل ومحافظ القليوبية ومحاكمتهم محاكمة عاجلة هم ورئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى التابع لها تلك المحطة، مؤكدين رفضهم لتعويضات المحافظ التى أقرها بواقع 5000جنيه لكل متوفى و2500 جنيه لكل مصاب. يأتى ذلك فيما شيع الالاف من سكان قرى طوخ وعزبها جثامين الضحايا التسعة فى مشهد جنائزى مهيب خرج من وحدة طب الاسرة بقرية ميت كنانة وسط صراخ وبكاء اقارب الضحايا الذين لم يجدوا مياهاً بالمستشفى لتغسيل الجثث فاستعانوا بمياه الترعة المجاورة كما استعانوا بسيارات نقل البضائع والتكاتك فى نقل الجثث. وتحولت الجنازة الى تظاهرة حاشدة رددوا خلالها الهتافات المطالبة برحيل الحكومة ومحاسبتها على اهمالها الجسيم فى حق المصريين، وخاصة فى ظل المفاجآت التى شهدها الحادث ومن ابرزها قيام طبيبة امراض نساء وتوليد بتوقيع الكشف الطبى على الضحايا والمصابين والقاء الجثث على الأرض بالمستشفى، لعدم وجود اسرة بها او مغسلة وعدم وجود ثلاجات او مشرحة باعتبار ان الوحدة قائمة على تقديم خدمة الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة، وابتعاد اقرب مستشفى عن الحادث وهى مستشفى طوخ المركزى بمسافة لاتقل عن 10 كيلو مترات تقريبا، الامر الذى تسبب فى مصرع عدد من المصابين اثناء عمليات نقلهم. وطالب الأهالى بالقصاص العاجل والتحقيق الفورى فى الواقعة واحالة المتسببين عنها للمحاكمة العاجلة. كان أحد العاملين بعقد مؤقت ويدعى أسامة محمود علي أبو العينين 39 سنة قد سقط فى البيارة اثناء تركيب طلمبة بها فحاول زميليه عمرو صلاح محمد ورجب بيومى ابراهيم انقاذه فلقيا مصرعهما غرقا لعدم وجود اجهزة غطس وانقاذ بالمحطة، الامر الذى دفع عدد من المزارعين بجوار المحطة الى الاندفاع لمحاولة انقاذهم، الا انهم تساقطوا داخل البيارة فلقى 6 آخرون مصرعهم لترتفع حصيلة الضحايا الى 9 بينهم ثلاثة من أسرة واحدة من عائلة قعيد واثنين من عائلة السيد واثنين من عائلة ابو عمرو، واصيب 3 آخرون خنقا تم نقلهم لمستشفى طوخ المركزى لتلقى العلاج. ولقى كل من عايد محمد عايد 45 سنة، ورجب بيومي ابراهيم 45 سنة، ورأفت زكي محمد 35 سنة من العاملين بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمحافظة وكلا من محمد صلاح محمد السيد 23 سنة، ويوسف اسماعيل محمد قعيد 18 سنة، وشقيقيه اسلام 16 سنة، وايهاب 26 سنة، وعمرو صلاح محمد السيد 30 سنة، حيث لقوا حتفهم جميعا. ونتيجة تفاقم الأزمة قرر الدكتور زكريا عبد ربه وكيل وزارة الصحة بالقليوبية إصدار تصاريح دفن فورية للاهالى تجنبا لثورتهم وتهدئتهم. واعرب الأهالي عن سخطهم من تجاهل المسئولين وعدم الاهتمام بما حدث وجلس الأهالي أمام الوحدة الصحية بميت كنانة في انتظار ذويهم لتوديعهم الي مثواهم الاخير. وقال اشرف الدغيدي إن المحطة تخدم قرية ميت كنانة وبعض العزب المجاورة ولا تخدم المنطقة نفسها حيث ان القرية تعاني من عدم وجود الصرف الصحي، فضلا عن غياب عدد كبير من المرافق ومنها التليفونات وسوء الطرق والانقطاع الدائم للكهرباء وعدم وجود اي امكانات طبية في هذا المكان. وقال محمد سلام من ابناء المنطقة التي تقع بها المحطة إن هناك كارثة كبري ناتجة عن تلك المحطة حيث يتم الصرف مباشرة الي مصرف القرية دون معالجة وهذه المياه تستخدم في مياه الري. عبد المنعم مانع احد ابناء القرية وأكد أن الكارثة الكبري ان هذه المحطة تصرف علي الرشاح مباشرة الذي يستخدم في الري دون معالجة بالاضافة الي وجود حالات كثيرة للفشل الكلوي بالقرية. الحاج عويضة قال حسبي الله ونعم الوكيل فقد فقدنا اليوم ثلاثة من ابناء اخي دون ذنب كانوا يحاولون انقاذ العاملين والمحطة مفهاش جهاز غطس ولا يوجد بها وسائل امان. حاكم عليان أحد ابناء القرية قال أسرتي تعاني من الفشل الكلوي بسبب المياه التي تصرف من المحطة وتختلط بمياه الشرب ولا يوجد اي عناية والوحدة المحلية في خبر كان دون النظر الينا باعتبارنا بني آدمين. من جانبها اكدت الدكتورة سامية عبد الفتاح مديرة الوحدة أن المتوفين جاءوا متوفين بالاختناق وان الوحدة حاولت اسعافهم دون جدوي ورفضت تصريحات الاهالي حول عدم اسعاف المتوفين.