حالة من الصمت والتجاهل من قبل مسئولي هيئة الخدمات البيطرية بعد إصابة ما يقرب من 70 حالة بالسل البقري بمحافظات الغربية والشرقية والمنوفية ورغم مخاوف انتقال المرض الي البشر، فإنه وزارة الزراعة متمثلة في هيئة الخدمات البيطرية تجاهلت تلك الإصابات البالغة وطلبت من المسئولين عدم التحدث مع وسائل الإعلام. رجحت مصادر من داخل الهيئة أن السبب في انتشار المرض هو عدم توافر الأمصال بشكل كبير بعد أن عجزت عن تحصين نحو 70٪ من الماشية بمصر وذلك لعدم وجود ميزانية لحماية الثروة الحيوانية بالدولة من الأوبئة الخطيرة وتبلغ ميزانيتها 130 مليون جنيه وبعد أن جددت الوزارة مذكرة عاجلة لعرضها علي مجلس الوزراء للموافقة علي مشروع قانون التحصين الإجباري للحيوانات لاحتواء الأمراض الوبائية منذ شهور ولم تتم الموافقة عليه حتي الآن. أضافت المصادر أن شركة فاكسيرا بوزارة الصحة ومعهد المصل واللقاح بوزارة الزراعة عجزا عن توفير اللقاحات الثلاثية التي طلبتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية وعددها نحو 16 مليون جرعة مما دعا وزارة الزراعة الي إرجاء الحملة القومية لتحصين الثروة الحيوانية ضد المرض الي أجل غير مسمي. وطالب محمد عبدالقادر نقيب الفلاحين بضرورة تفعيل دور الطب البيطري المتجاهل للإصابات بالسل البقري محذرا من حدوث كارثة جديدة ككارثة الحمي القلاعية العام الماضي، أضاف عبدالقادر أن الدولة يجب أن تقوم بتدبير موارد للأمصال. وأشار نقيب الفلاحين الي أن حكومة الدكتور هشام قنديل تجاهلت إنشاء صندوق تأمين المواشي من المخاطر والكوارث رغم وعد رئيس الوزراء بتفعيله منذ شهر سبتمبر الماضي. وطالب عبدالقادر بالتدخل العاجل من الحكومة لصرف التعويضات اللازمة للمربين المتضررين بالإضافة الي توفير الأمصال الثلاثية لتحصين المواشي قبل تفشي المرض بالمحافظات. وكان الدكتور أسامة سليم رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية قد أعلن منذ أيام أن مرض السل البقري من الأمراض المتوطنة في جميع دول العالم، موضحا أنه لا يشكل تهديدا للثروة الحيوانية لأنه لا ينتقل عن طريق الهواء مثل الأمراض الوبائية الأخري كمرض الحمي القلاعية. وأضاف أن برنامج مكافحة السل في الحيوانات من البرامج التي تقوم بها الهيئة للحد من الأضرار التي يتعرض لها مربو الماشية موضحا أن مكافحة هذا المرض تعتمد علي ذبح الحيوان المصاب والتخلص من الجزء المصاب به فقط لافتا الي أنه في حالة انتشار المرض في كامل جسم الحيوان يتم التخلص الآمن منه وتعويض المضارين من المرض.