على جانب أخر من مشاهد الاحتفال بقدوم عيد الأضحى المبارك وشراء اللحوم والملابس الجديدة، هناك جانب أخر من أناس لا حول لهم ولا قوة يعيشون وسط مجتمعنا، لا أحد يراهم ولا يسمعهم لا يملكون قوت يومهم، مئات من الناس يقيفون أمام محلات الجزارة في مذبح المنيب، أملين الحصول على قطعة صغيرة من اللحمة أو حتي من حلوياتها، ليشعروا بفرحة العيد "الحرمان" شعار الغلابة هذا العام في عيد الأضحى المبارك. أقرأ أيضًا: بائعات فواكه اللحوم بمذبح المنيب.. وداعًا للأنوثة من أجل حلاوة الكرشة والكوارع الفشة والكرشة والممبار لحوم الغلابة التي أصبحت اليوم أكله الأغنياء الذين يملكون الأموال لشرائها، حيث باتت أسعارها في ارتفاع متزايد، يحضر الفقراء منذ الصباح الباكر طمعًا فى الفوز بأفضل المعروض ودخول الفرحة في قلوب صغارهم. فواكة اللحوم ليست للفقراء الأن اتجهت عدسة الوفد إلى مذبح المنيب الذي يعد من أشهر الأماكن في المحروسة التي تبيع اللحوم والسقط، قالت السيدة سعاد، وهي إحدى المترددات على المذبح وربة منزل : " في كل عيد أضحى اتجه إلى مدبح المنيب لشراء ما يسمي ب أشباه اللحوم (الفشة، والكرشة، والممبار)، لم أعد أستطيع شراء اللحمة بسبب غلو الأسعار، لذلك اشترى فواكة اللحوم على قد جيبي الفقير الذي أصبح يعاني من الفقر، الأسعار كانت رخيصة " بس دلوقتي يا بنتي حتي الحاجات دي مبقتش اقدر اجبها)". أما عن الحاجة أم أحمد : " زوجي متوفي منذ 16 عامًا، أسرتى مكونة من 5 أفراد، لا أستطيع دخول محلات بها لحمة حمراء، ليس معي المال الكافي فكيلو اللحمة الأن 120 جنيه، أولادى يحبون اللحمة (من حقهم يفرحوا بالعيد)، لذلك اذهب في كل عيد أضحى إلى مذبح المنيب، لشراء فواكة اللحوم (بعملها يا استاذة تخديعة بالطماطم والبصل انما ايه تستاهل بقك واهو العيال بتفرح)، ولكن الأن أصبحت الأسعار في العلو يوم بعد يوم الكارع الواحد يتراوح سعره من 80 إلى 120 جنيه، نعيش منين". أشباه اللحوم نفس طعم اللحمة أشباه اللحوم أو كما يطلق عليها فواكة اللحمة التي لها نفس مذاق اللحوم الحمراء، طعام كل أسر فقيرة، وفي هذا الأطار قال السيد بدوي : " اذهب إلى سوق المنيب كل عيد وأحمل شنطة ضخمة مليئة ببواقي اللحوم، (بديها لمراتي وهي بتقسمها على مدار الشهر، بتعملها في الطبيخ يا أنسة بتدي نفس طعم اللحمة وأحسن كمان)، مضيفًا لولا وجود مذبح المنيب، فمن أين سنحضر اللحمة ونطعمها لأولادنا، في السنوات الماضية كانت الكوارع ب 15 جنيه، والفشة والكرشة كانت ببلاش، ولكن الأن أكله اللي معاه فلوس". أما عن الحاج إسماعيل الذي يبلغ من العمر 66 عامًا : " لم اشتري لحمة منذ خمس سنوات، وذلك بسبب ظروف المادية لدي 3 أبناء وأنا بائع متجول على باب الله فمن أين أحضر المال لشراء ما هو خارج عن إرادتى وقدرتي، فواكة اللحوم هي ملاذي الوحيد لدخول السرور والفرحة في قلب ولادى، ( على الله يا بنتي واهي ماشية ببركة ربنا، وبنقول الحمد لله".