ملابس ملطخة بالدماء، أمامهن أوان من الألومنيوم وحولهن أدوات السلخ لتقطيع "فواكة اللحوم" أو كما تعرف ب الكوارع والفشة ولحمة الرأس، جالسات في شارع المنيب بكل ثقة، يتساقط العرق من على جبينهن، مناديات على الماره "تعال يا عسل كوارع نظيفة وزي الفل"، "أيوه الكوارع والفشة"، "فواكة اللحوم حلى بقك يا فاكهة". 50 سيدة تعمل في مذبح المنيب، ويؤكدن أن السوق لهن منذ 40 عاما، بارزن الرجال في أكثر المهن قسوة التي توارثناها أبًا عن جد، اكتسبن صوتًا غليظًا يشبة الرجال، رغم محاولتهن الكثيرة لإخفاء أنوثتهن، 50 سيدة يحملن "الطشط" في الصباح الباكر لشراء بواقي الذبيحة (فواكة اللحوم) وبيعها للزبائن، وفي أيديهن السكاكين والسواطير وجلباب فضفاض يشبه زي الرجال يعقدونه من الأسفل حتي لا تلمس أطرافه أرضية المذبح، لكل منهن قصة مؤثرة. أم علي كبيرة السيدات في مذبح المنيب تقول السيدة أم علي كبيرة نساء سوق السقط ب المنيب، تبلغ من العمر 65 عامًا : " أعمل هنا منذ أكثر من 40 عامًا في البداية كانت تعمل في المذبح 5 سيدات فقط واليوم وصل عدد السيدات العاملات 50 سيدة، حصلت على لقب كبيرة السوق وأذهب في الصباح الباكر لشراء حلويات اللحوم (الفشة، والكرشة، والكوارع، والممبار، والكبدة)، من التجار القادمين لذبح الذبائح فى مذبح المنيب والجزارين. حكايات بائعات مذبح المنيب قالت إحدى البائعات في مدبح المنيب : " أعمل في السوق منذ حوالى 15 عامًا، رأيت جميع فئات المجتمع بداية من الطبقة الفقيرة إلى الغنية، وشهد سوق المنيب ازدحام شديد على مدار 40 عامًا، يزوره أكثر من 800 شخص يوميًا، وفي موسم عيد الأضحى تزداد الأعداد، مضيفة أنها اتجهت إلى بيع فواكة اللحوم بسبب الظروف الصعبة التي كانت تمر على الأسرة". أما عن السيدة روحية فقد قالت :" مدبح المنيب هو مصدر دخل قوي لبيوتنا الفقيرة، ونذهب في الصباح الباكر للحصول على السقط من الجزارين على مدار الأسبوع، وفي خلال ال 40 عامًا أصبحت كل بائعة سقط تتعامل مع جزار معين أسعار معقولة، مشيرة إلى أن الكوارع والكرشة باتت اليوم طعام الأغنياء حيث يمكن أن يصل الكارع الواحد من 80 إلى 120 جنيه، كنت أجني في البداية 100 جنيه في اليوم، والأن يمكن أن يصل المبلغ من 250 إلى 500 جنيه. قانون السيدات في مذبح المنيب قالت أم إبراهيم أحدى البائعات في مدبح المنيب وهي شيدة خمسينية العمر :" اعمل في المدبح منذ 30 عامًا بسبب الظروف التي فرضتها الحياة علينا وتربية أبنائي الخمسة الذين أتموا تعليمهم ، كل سيدة حريصة على النظافة وحسب المعاملة "أحنا بنربي زبون يا أستاذة"، وهناك قانون قائم بيننا منذ 40 عامًا وهو أن لا تتعدي أي سيدة على عمل الأخرى أو تأخذ زبون بائعة أخرى، على الرغم من أن إدارة المكان نساء إلا أن هناك هناك احترام قائم ومتبادل بيننا". وأضافت أم إبراهيم :" جميعنا تعرضنا إلى مشاكل كثيرة وهجمات من المسئولين، وحاول الكثير ترحيلنا من المكان إلا أن زبائننا تمسكوا بنا هو الذى جعل لنا تاريخًا فى ذلك المكان". أم أحمد أصغر بائعة سقط في مذبح المنيب قالت أم أحمد وهي أحدى البائعات في مدبح المنيب وأصغر بائعة سقط في المكان :" أنا أصغر سيدة في المدبح، السيدات هنا معظم أعمارهن تبدأ من سنه ال 40 حتي ال 70 عامَا، اتجهت إلى العمل في السوق بسبب وفاة زوجي "الشغل ولا عيب ولا حرام"،وحاليًا فتحت دفتر توفير لأطفالي، وأمنت مستقبلهم ".