المتظاهرون يقطعون طرق وشوارع طرابلس والدولار يصل ل«19300» ليرة تواصلت أمس مظاهرات «لقمة الفقير» فى لبنان احتجاجاً على تردى الأوضاع المعيشية الصعبة التى تفاقمت فى الفترة الأخيرة, قطع محتجون لبنانيون، طرقات فى العاصمة بيروت ومدينة طرابلس ومناطق أخرى، احتجاجاً على تردّى الوضع الاقتصادى، فيما أعلنت السلطات اللبنانية للمرة الثالثة، خلال أقل من أسبوعين، عن رفع سعر ربطة الخبز لأكثر من 4250 ليرة. ويعدّ هذا الارتفاع الثالث فى أقل من أسبوعين، حيث تم إنقاص وزن ربطة الخبز ورفع سعرها، وسط توقعات بأن يتواصل هذا الارتفاع أسبوعياً. وحددت وزارة الاقتصاد، سعر وزن ربطة الخبز فى الأفران والمتاجر على الأراضى اللبنانية كافة، استناداً إلى سعر صرف الدولار وأسعار المحروقات، وارتفاع كلفة نقل الطحين من المطاحن للأفران، ونقل الخبز من الأفران لمراكز البيع. يأتى ذلك فيما تواصل الليرة اللبنانية انهيارها أمام الدولار، حيث سجل الدولار الواحد أكثر من 19300 ليرة لبنانية، ويتوقع خبراء أن تواصل العملة الوطنية انهيارها بشكل متسارع، فى وقت قطع فيه عدد من المحتجين طريق كورنيش المزرعة فى بيروت احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتردية، واعتراضاً على الانهيار المتواصل والانقطاع المستمر للتيار الكهربائى. وقطع عدد من المتظاهرين الطريق عند ساحة الشهداء بالإطارات المشتعلة فى مدينة صيدا بالجنوب. وقام آخرون بقطع الطريق أمام شركة الكهرباء فى المدينة بمستوعبات النفايات، احتجاجاً على الانقطاع التام للتيار منذ يومين عن كل أحياء المدينة، مما انعكس تقنيناً بمياه الشرب، بالإضافة إلى انهيار الوضع المعيشى والاقتصادى والارتفاع بسعر صرف الدولار والغلاء. واعتصم عدد من أبناء بلدة مركبا جنوبلبنان أمام محطة المياه على طريق عام البلدة، وأشعلوا عدداً من الإطارات، وقطعوا الطريق لبعض الوقت، قبل أن يعيدوا فتحها احتجاجاً على انقطاع المياه والأوضاع الاقتصادية الصعبة. وتتفاقم أزمة الخبز فى لبنان أكثر فأكثر، مع ارتفاع ثمنه وإنقاص وزنه، ما ينذر بتهديد «لقمة الفقير» التى تحضر على كل الموائد. وكان سعر ربطة الخبز فى لبنان يصل إلى 1500 ليرة مع بداية الأزمة الاقتصادية فى لبنان عام 2019، وأصبح الآن ثمنها يزيد على 4250 ليرة لبنانية مع إنقاص وزنها، نتيجة انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار وارتفاع تكلفة الإنتاج. و«لقمة الفقير» مصطلح يستخدم فى لبنان للدلالة على مادة الخبز الأساسية، التى بوسع الفقراء شراؤها، لكن هذا الأمر بات محك شكوك مع الأسعار الجديدة، خاصة مع إعلان السلطات أن الارتفاع سيصبح دورياً. وأعلنت السلطات اللبنانية للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين عن رفع سعر ربطة الخبز اللبنانى إلى أكثر من 4250 ليرة لبنانية. وألقت الأزمة بظلالها على جهود مكافحة الوباء، حيث أعلنت اللجنة التنفيذية للقاح «كورونا» عن إلغاء «ماراثون» طويل ومفتوح أمام اللبنانيين والمقيمين لتلقى اللقاحات، وذلك «لأسباب تقنية» تتعلق بانقطاع شبكة الإنترنت والتيار الكهربائى فى معظم المراكز. وتحدث فراس أبيض، مدير مستشفى رفيق الحريرى الجامعى، الذى يعدّ أحد أكبر المستشفيات الحكومية فى لبنان، عن أزمة كهرباء خطِرة تطال المستشفيات التى تضطر لتشغيل المولدات بقدرة استيعابية فائقة لتغطية الانقطاع المتواصل للكهرباء. وكانت شركة كهرباء لبنان قد أعلنت عن توقف معملين لتوليد الكهرباء عن العمل، مما زاد من العتمة والتقنين على طول الأراضى اللبنانية، وبينما تشتد الأزمة السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية وسط انعدام الحلول الداخلية، فى ظل المراوغات المستمرة بين الفرقاء، يبدو أن المجتمع الدولى بات يركز أكثر فى البحث فى إمكانية تقديم مساعدات إنسانية، على غرار الاجتماع الذى عُقد بين السفيرتين الفرنسية والأمريكية مع مسئولين سعوديين. وعاد التراشق بين جبران باسيل وتيار المستقبل بقيادة سعد الحريرى، حول تشكيل الحكومة، حيث تبادل الفريقان اتهامات بتعطيل العملية السياسية. وحاول رئيس التيار الوطنى الحر النائب جبران باسيل القفز من «سفينة الاتهامات» الموجهة للتيارات السياسية اللبنانية المختلفة، بقوله: «إذا أردنا أن ننتظر هوى رئيس الحكومة المكلف - يقصد الحريرى - نكون نتفرّج على النحر اليومى للبنان، أكان فى موضوع الأدوية أو المحروقات أو غيرها واعتبر تيار المستقبل أن صهر عون «كفيل بتقديم أسوأ صورة عن العهد، ويُتقن فنّ إهانة نفسه ورئاسة لبنان كلما نطق بتصريح يستهدف فيه الرئيس سعد الحريري». ورد تيار المستقبل فى بيان أكد فيه أن باسيل كمن يلعب فى فريق لكرة القدم، ومتخصص فى تحقيق الأهداف فى مرمى فريقه، أى فى مرمى رئاسة الجمهورية تحديداً.