الإسلام حذر من السخرية واللمز والتنابز بالألقاب إذا كان القانون قال كلمته فللشرع والدين رأى مؤيد ومساند للقانون، أكدته الدكتورة جيهان ياسين، الواعظة بوزارة الأوقاف، مشيرة إلى أن التنمر والسخرية سلوكيات مرفوضة تتنافى مع مكارم الأخلاق التى دعا إليها الإسلام. ودعت لاحترام خصوصيات الآخرين باعتباره واجبا شرعيا وأخلاقيا. موضحة أن دار الإفتاء أكدت ذلك مؤخراً، وقالت: إن الإسلام حرم السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، فالاعتداء وإيذاء الآخرين - ولو بكلمة أو نظرة - مذموم شرعاً، وقد نهى القرآن والرسول الكريم عن أن تتخذ العيوب الخلقية سبباً للتندر أو التقليل من شأن أصحابها. مستشهدة بقول الله سبحانه وتعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنّ خيراً منهنّ ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون»، وقال عز وجل: «ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين»، «وهُدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد»، وأيضاً قول الرسول «صلى الله عليه وسلم»: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، «لا يحل لمسلم أن يروّع مسلمًا»، فإن أشار إلى أخيه بحديدة، أى وجّه نحوه سلاحاً مازحاً أو جاداً، فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، ومن أبشع أشكال التنمر ضد ذوى الإعاقة، فهو من قسوة القلوب ونزع معانى الرحمة منها، رغم أن صاحب الإعاقة ما هو إلا إنسان امتحنه الله تعالى. وأشارت إلى أن التنمر يشتمل على جملة من الإيذاءات النفسية أو الجسدية، والتى يحصل بسببها ضرر على المتنمر عليه، وقد جاءت الشريعة الإسلامية لحماية الإنسان من كل ما يمكن أن يصيبه بالضرر، ففى الحديث الذى رواه ابن ماجة عن ابن عباس رضى الله عنهما أن الرسول «صلى الله عليه وسلم»، قال: «لا ضرر ولا ضرار»، فحرمت الشريعة عليه كل ما يضره، وجرمت إيصال الضرر إليه بشتى الوسائل، والإيذاء والاعتداء الحاصل من المتنمر تجاه الآخر هو من الإضرار بالغير الممنوع شرعاً. ووجهت الدكتورة جيهان رسالة للمتنمرين، قائلة: «ألا تعلموا بأن الله بقادر أن يشفيهم ويبتليكم»، متمنية من الجميع بأن يمدوا لكل معاق يد العون والتعاون على البر والتقوى وليس الإثم والعدوان، وقد علمنا رسول الإنسانية، «اتقوا غيظ القلوب ولو فى البهائم».. فما بالنا بأكرم مخلوق، منوهة إلى أنه من أعظم صور العناية بذوى الاحتياجات الخاصة إتاحة الفرصة لهم ليقوموا بدورهم فى الحياة الاجتماعية وأن يندمجوا مع مجتمعاتهم بشكل طبيعى، وقد قام المجلس القومى للمرأة بالتعاون مع وزارة الأوقاف والطائفة الإنجيلية للخدمات الإنسانية بعمل العديد من ورش العمل والمبادرات التى تهدف وتحث على منع هذا السلوك العدوانى أو الإضرار بالآخر، خاصة فى المدارس ودور الأيتام، ولذا ننتهز الفرصة وندعو إلى التحلى بأكرم الصفات وأن نتلفظ بأطيب الكلمات.