إلي أن يتم تسمية رئيس الوزراء المرتقب, أدعو كل القوي السياسية والشعبية أن تشارك رئيس الجمهورية, في اختيار رئيس الوزراء الجديد والوزراء, لكي تأتي الحكومة بتوافق وطني, ونرتاح جميعا من متاعب ومشاكل الاختيار أحادي الجانب, غير الموفق لحكومات ما بعد الثورة , ونعترف أن الاختيار ربما كان موفقا في حالة د. كمال الجنزوري إلي حد ما, لقد سئمنا من الاختيارات غير الموفقة لرؤساء الوزراء, لقد دفع الشعب المصري الكثير بسبب أخطاء الاختيار العشوائي, الآن وبعد ساعات يتم عقد مؤتمر الحوار الوطني, نأمل أن يكون حوارا حقيقيا وأن يذوب الجميع في حب هذا البلد, أعتقد أن أمام الجميع فرصة كبيرة للمجيء بحكومة ائتلافية متوافق عليها, حكومة مسئولة أمام الشعب وعليها مهام ثقيلة جدا, نريد رئيس وزراء عينه علي المواطنين, يتوجع ويتأثر بهموم المساكين والفقراء. نريد حكومة إنقاذ فعلية, إنقاذ بالفعل, وليس بالقول, نريد غرف عمليات في مقر كل وزارة, نريد رئيس حكومة محترفاً في ادارة الازمات, مسئولاً أمام الله وأمام الشعب وأمام رئيس الجمهورية, نريد رئيس وزراء له كاريزما سياسية, وخبرة سابقة في الادارة, نريد رئيس وزراء خبيراً في الادارة والاقتصاد, نريد حكومة رشيدة, وما المانع من خفض نفقات الحكومة من خلال دمج عدد من الوزارات قريبة الاختصاص. عندنا 35 وزارة دون أن نري منتجاً أو فعلاً ملموساً لأي وزير, وفي أمريكا نفسها لم تزد عدد الحقائب الوزارية على 15 حقيبة, وفي عدد كبير من دول أوروبا لم تتعد الحقائب الوزارية على 20 حقيبة, أما في مصر المحروسة فمازال العدد ينطبق عليه المثل القائل «العدد في الليمون» ميزانيات جديدة من دم الشعب, لحقائب وزارية جديدة أنشأها رئيس الوزارء د. هشام قنديل, دون أن يلمس الناس أي تقدم, تخيلوا جاء قنديل وعدد الحقائب الوزارية 30 وزارة, وكان المتوقع ان يدمج عدداً من الوزارات لتخفيض النفقات, ولكن فاجأنا ب 5 وزراء جدد, دون أي مبالاة بالظروف التي تمر بها البلاد. أمريكا أكبر دولة في العالم, لديها وزارة واحدة للتعليم والبحث العلمي, وفي مصر 3 وزارات للتعليم, والتعليم العالي, والبحث العلمي, وفي أمريكا وزارة واحدة للزراعة وعندهم اكبر محصول للقمح, أما عندنا في المحروسة 3 وزارات للزراعة, والري, واستصلاح الأراضي, وغير ذلك من الوزارات التي ليس لها وجود في القاموس الدولي, وهكذا صارت كثرة الحقائب الوزارية دليلا علي التخلف, وقلتها دليل علي التقدم, ولكن هذه ليست قاعدة بل مؤشر علي مدي تقدم الدول. أتمني التوفيق لرئيس الوزراء الجديد, والوزراء الجدد, وأشد علي يد كل مسئول أن يتأكد أن الله يراقبه وأن يتأكد أنه مرصود ومراقب من قبل الشعب, وأن أعين الرعية موجودة في كل لحظة وفي كل مكان وزمان. كلنا ملزمون بالعمل الجاد لا وقت للثرثرة. مات ابن النيل, مات أستاذي د. رشدي سعيد, تعلمت منه الكثير, وفي كتابي الثاني تحت عنوان «اغتيال نهر النيل» والذي صدر عن نهضة مصر وأعادت هيئة الكتاب طبعه, كان مصدري الأول, وكتبه الرائعة المرشد والمعين لي, أتذكر نصائحه لي, ولذلك علينا جميعا أن نتعلم من خبرته وإنتاجه العلمي الغزير حول نهر النيل.