لاشك أن الدبلوماسية المصرية تتعامل مع أزمة سد النهضة، بحرفية بالغة تكشف مدى سعة الصدر لدى صناع القرار، يأتي ذلك وسط تعنت إثيوبي وتسويف واضح منذ عشر سنوات، مما ألزم المسؤولين عن تلك الملف بالتحرك وحشد رأي إقليمي وعربي موحد تجاه رؤية مصر وحقوقها المائية مما يدفع مجلس الأمن نحو مزيد من التحرك بشكل فعال، وإصدار قرارات من شأنها إيقاف الجانب الإثيوبي المتغطرس، والذي يبذل مجهود مضني بغية السطو على حقوق مصر المائية التاريخة،ضاربًا بالاعراف والقوانين الدولية عرض الحائط، وهو ما يهدد استقرار المنطقة ويجعلها على المحك. اقرأ أيضًا:- (فيديو) شكري: مصر والسودان قدما تنازلات للتوصل لاتفاق حول سد النهضة شكرى : وزراء الخارجية العرب أكدوا دعم مصر والسودان في ملف سد النهضة شكري يؤكد تفهم أوروبا لقضية سد النهضة وفي هذا الصدد أكد وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماعهم الطارئ بالأمس لمناقشة أزمة سد النهضة على أن الأمن المائي لكلٍ من مصر والسودان هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي، وعلى رفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوقهما في مياه النيل، بالإضافة إلى دعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته فى هذا الصدد من خلال عقد جلسة عاجلة للتشاور حول هذا الموضوع. ورأي عدد من الخبراء الدبلوماسيين، أن في تلك المرحلة شديدة الخصوصية بات واجبًا على المجتمع الدولي في إطار مجلس الأمن أن يعمل من أجل احتواء هذا المشهد، الذي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في منطقة قريبة من مضيق باب المندب ومن حركة الأساطيل العسكرية والتجارية، ومن منطقة الخليج، مما يهدد أمن الخليج والبحر الأحمر على السواء. وأضاف الخبراء، أن النزاع القائم لا بد أن يحسم بالطرق الدبلوماسية، حتى لا يؤدي استمرار الجمهود إلى توتر وعواقب وخيمة لمنطقة القرن الأفريقي، خاصة وأن الجميع له هدف واحد وهو تعزيز الاستقرارفي القارة والتركيز لتحقيق التنمية، ومجلس الامن عليه أن يتدخل بالشكل الذي يدرأ أي تصعيد ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان. في البداية يقول السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن بيان الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية، ودعوته لمجلس الأمن للتشاور بشأن قضية سد النهضة، بوصفها واحدة من القضايا المهددة للأمن والاستقرار، في منطقة شرق القارة، يعد تعبيرًا عن التزام اجتماع الدوحة ومجلس الوزراء العرب بتعزيز موقف مصر على الساحة الدولية، وتأكيد التزام ووحدة الأمن القومي العربي. دعم الجامعة العربية: أوضح حجازي في تصريح خاص ل" alwafd.news" أن دعم الجامعة العربية في هذه المرحلة، هو تحفيز المجتمع الدولي على النظر في المشهد الذي بات مهددًا لاستقرار الاقليم، والامن والسلم العالمي، والمعنية به مجلس الأمن، موضحًا أن اجتماع الدوحة في التوقيت الحالي شديد الأهمية، خاصة وأننا امام قرارات مصيرية لا تخص الدول الثلاث فقط، بل المنظمات الإقليمية والتي يجب أن تشكل قوة الضغط الأولى على الموقف الإثيوبي. المجتمع الدولي: أفاد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر الآن من خلال الاتصالات الثنائية ومواقف الجامعة العربية، بات موقفها واضحًا، وعلى المجتمع الدولي في إطار مجلس الأمن أن يعمل من أجل احتواء هذا المشهد، الذي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في منطقة قريبة من مضيق باب المندب ومن حركة الأساطيل العسكرية والتجارية، ومن منطقة الخليج، مما يهدد أمن الخليج والبحر الأحمر على السواء. التحام الموقف العربي: وتابع حجازي:" أن اجتماع الدوحة وما شهده من التحام الموقف العربي بالموقفين المصري والسوداني، يؤكد أن المنظمة العربية الأم وهي الجامعة ومساعيها من خلال دورها، تتطلع بمسؤوليتها، وعلى مجلس الأمن أن يتحرك، متابعًا أن الاجتماع شهد تطورات مهمة في العلاقات المصرية القطرية واصطفاف عربي لا بد من دعمه وتعزيزه. ورأى السفير علي الحفني نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقًا، إن دعم وزراء الخارجية العرب، في ختام اجتماعهم الطارئ لمناقشة أزمة سد النهضة لكلٍ من مصر والسودان، يؤكد تضافر الجهود لحلحلة الأزمة وتسوية النزاع القائم بشكل سريع، موضحًا أن الإشارة إلى أن الأمن المائي هو أمن قومي عربي يدعم التدخل السريع من قبل مجلس الأمن لما يحفظ الأمن والسلم الدوليين. الحقوق المائية: وأضاف الحفني، أن النزاع القائم لا بد أن يحسم بالطرق الدبلوماسية، حتى لا يؤدي استمرار الجمهود إلى توتر وعواقب وخيمة لمنطقة القرن الأفريقي، خاصة وأن الجميع له هدف واحد وهو تعزيز الاستقرارفي القارة والتركيز لتحقيق التنمية، ومجلس الامن عليه أن يتدخل بالشكل الذي يدرأ أي تصعيد ويحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان. الموقف المصري السوداني: وأفاد نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية سابقًا، أن الدعم العربي مطلوب في تلك المرحلة الحاسمة، ويبعث رسالة لعالم أجمع تنم عن قناع بواجهة الموقف المصري السوداني في ملف المياه، ويكشف أن موقف إثيوبيا المتعنت يؤثر على حالة السلم والأمن على المستوى الاستراتيجي الدولي، قائلا:" الموقف العربي رصين ولا يعتمد على أي انفعال أو مغالاة في طلباته. ومن جانبه قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن بيان دعم وزراء الخارجية العرب لمصر والسودان في ملف سد النهضة، يعكس نجاح العمل العربي المشترك في مواجهة الأزمات، مؤكدًا أن ذلك يبعث رسائل طمأنة للشعب المصري فحواها التكاتف بجانب مصر، وهو ما يدعمنا في مجلس الأمن. رسالة مباشرة إلى إثيوبيا: أفاد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن بيان الدعم خرج بشكل منضبط، ويحمل رسالة مباشرة إلى إثيوبيا بأن تعدل عن تعنتها الواضح وتسير في الطريق السليم، لتضمن بقاء العرب معها، مستطردًا العصا لمن عصى، أما الرسالة الثانية إلى المجتمع الدولي وتحمل تحفظات على ما يجري الآن في قضية سد النهضة.