حملة شرسة يتعرض لها المطرب عمرو دياب من قبل بعض الاعلاميين اللبنانيين، بمساهمة ودعم من ملحن ومطرب لبناني يدعى ملحم بركات. البداية كانت عندما وصفت صحيفة لبنانية معروف عنها مهاجمة النجوم أملاً في الوصول لنجومية تحارب من أجلها عمرو دياب بأوصاف لا تليق في عنوان على صدر المجلة التي ترأس تحريرها، ومما يؤكد أنها تقصد الإهانة والتشهير بعمرو قيامها في نفس المجلة قبل أسابيع بالهجوم على أغاني عمرو، وبعض من تحدثوا عن أغانيه باعتبارها تراثاً سوف يباع للاعلام الداعم لدولة اسرائيل ميردوخ.. وسخرت مما قالوا تراث بعمرو.. بقولها «زغردي يا انشراح.. أصبح لعمرو دياب تراث»، وواصلت هجومها في السطور التي تبعت هذا العنوان، وكما قلنا إن هذه الصحيفة تصطاد كل فترة فناناً سواء لبناني أو عربي وتبدأ في ملاحقته بكلمات لا يصح أن تخرج من صحيفة. وهذه المرة اختارت عمرو ليكون محطة انطلاقها للقاهرة باعتباره نجماً مصرياً كبيراً، والهجوم عليه قد يمهد لها الطريق لعالم الشهرة في مصر، حيث الفضائيات التي قد تسعى لمثل هذه القضايا الساخنة، وبالتالي تصبح نجمة «وهذا حلمها الكبير»، وهى ربما لا تعي أن نجومية الصحفي تنطلق من خلال الحملات الهادفة التي يتبناها وليس من خلال النميمة وإلصاق التهم بالناس أو التلميح والتلاسن، هذه النميمة الرخيصة لا تصنع سوى صحفي رخيص تموت أعماله بمجرد قراءتها في أول مرة، اذا وجدت من يقرأها. في مصر أنا شخصياً أحيانا قد أختلف أو أتفق مع أعمال عمرو دياب من أغان، وأشكال موسيقية يقدمها، لكنه في النهاية فكرة الخاص الذي دفع به ليكون النجم الأبرز في عالم الغناء العربي خلال سنوات ليست قصيرة، وربما نجومية عمرو لم يصل اليها أي نجم لبناني، والعبرة هنا بالمبيعات التي حققها وعدد الحضور في حفلاته، فلغة الأرقام لا تكذب، وبالمناسبة والشىء بالشىء يذكر كاتب هذه السطور من أشد الذين اختلفوا مع عمرو خلال مشواره - وعلاقتي به مقطوعة منذ سنوات - لأنه لا يقبل النقد، لكن في النهاية هذه شخصيته. وفي المقابل لن نصمت أن يهان نجم مصري بهذه الجماهيرية من صحيفة لا يقبلها حتى الوسط الفني اللبناني، وكم من الفنانين أقاموا ضدها دعاوى قضائية بسبب تلك المهاترات التي تنشرها في المجلة التي ترأس تحريرها. هناك مجموعة من محبي عمرو دياب قرروا التصدي لها مبررين ذلك بأن هذه الصحيفة سبق لها وأن شبهت عمرو دياب بعارضة الأزياء التي لابد من أن تتقاعد في سن معينة، ووصفوا الأمر بالمؤامرة، ومع شديد التقدير لمحبي عمرو دياب لكن الصمت في هذه الأمور أفضل لأن تاريخ هذه الصحيفة هو الوحيد الذي يرد عليها، ويبرر أفعالها. هذا بالنسبة لتلك الصحيفة. الشخص الثاني الذي يدعم الهجوم على عمرو دياب بآرائه هو الملحن والمطرب ملحم بركات، الذي قال إنه يفضل السجن في جوانتنامو على الاستماع لأغنيات عمرو دياب، بل ورفض أن يطلق عليه لقب فنان، والهجوم على الفنانين المصريين ليس بجديد على هذا الفنان اللبناني، بل وصل به الأمر الهجوم على الفنانين اللبنانيين الذين غنوا باللهجة المصرية مثل وائل جسار ونوال الزغبي، وراغب علامة ووليد توفيق، وغيرهم، وهذا يؤكد أن هذا الفنان عنده عقدة من مصر، وأن سيطرة الغناء المصري طوال العقود الماضية يمثل أزمة نفسية له، والسؤال الذي نطرحه على هذا الفنان، ماذا فعلت بأغنياتك اللبنانية؟ فنحن نعرف الغناء اللبناني من فيروز، ووديع الصافي، وماجدة الرومي، وفريد الأطرش، وصباح، لكننا لم نسمع عن فنان اسمه ملحم بركات سوى في بعض الألحان التي لم ترق الينا كمصريين، وهو ما سبب له أزمة، والغريب أن هذا الملحن أو المطرب كل فترة يخرج ويهاجم فناناً اما لأنه مصري أو لأنه يغني باللهجة المصرية، وتناسي أن أساتذته اللبنانيين غنوا باللهجة المصرية وأبرزهم فيروز التي غنت لسيد درويش بالعامية المصرية، كما غنت لمحمد عبد الوهاب أغنيته الشهيرة «عظيمة يا مصر» وطلب الحصول على الجنسية المصرية، ومنحته الدولة المصرية إياها، ونجاح ماجدة الرومي وشهرتها جاءت من خلال ألحان جمال سلامة، وكان ظهورها في فيلم «عودة الابن الضال» شهادة لها، وهى للحقيقة تعتبرها محطة مهمة في حياتها، لذلك فخروج هذا الفنان اللبناني كل فترة للحديث عن مصر ما هو إلا رغبة منه في لفت الأنظار اليه من قبل هوليوود الشرق، ولكن الغريب هى قتاله الدائم على ذلك رغم أن كل مرة يخرج فيها علينا بمثل هذه التصريحات تصبح مثل طلقة الرصاص «الفشنك» التي لا تحدث حتى مجرد الدوى. هذه المرة اختار عمرو دياب لعل الأمر يجد صدى ورغم ذلك لم يحدث الأمر شيئا لأن أغنية من عمرو دياب، وانتشارها يساوي كل تاريخ هذا الفنان، واذا كنا في هذه الصفحة ندافع عن عمرو هذه المرة فهذا من واجبنا، وحرصنا على مواجهة أي عنف لفظي تجاه أي فنان مصري، وحتى لا يتصور بعض العرب أن الساحة المصرية مفتوحة لكل من هدب ودب ليسب من يشاء من المصريين، لأن مصر ونجومها أكبر من تلك المهاترات التي تظهر من وقت لآخر.