التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الحق، وعند التدبر فى أهداف سورة طه في الآيات من قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا}.. وحتى قوله تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} نجد أنها تتضمن قصة آدم -عليه السلام- إذ يعرضها الله تعالى عبر آياته، فيذّكر أمة خاتم الأنبياء بأول درس للبشرية في الدنيا، وهو أنَّ سبب نزول آدم من الجنة كان إتيانه لشيء حرمه الله عليه وهو الأكل من شجرةٍ في الجنة، وقد حلل له الكثير غيرها، وهكذا البشر في الدنيا مخيرون بين الحلال والحرام، فمن ذهب للحلال نجى وذهب للجنة، ومن اختار الحرام فقد حرَم نفسه الخير الكثير، وعكَّر صفو حياته في الدنيا قبل الآخرة، وهذه هي غاية الشيطان منه إغواؤه كما أغوى أباه آدم قبل ذلك، وفي الآية: {مَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} الدرس الإلهي الأخطر والأهم وهو أنَّ الحياة السعيدة الهادئة مرتبطةٌ ارتباطًا تامًا بطاعة الله، اتباع أوامره ومن يُعرض عن ذلك فلن يعيش إلا في تعب وشقاء. ومن قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ۚ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ} حتى الآية الأخيرة في سورة طه وهي قوله تعالى:{قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ}. ففي هذه الآيات الخاتمة للسورة تنتهي بالربط مع أول السورة وهو الغاية والهدف و مقصد الأساسي من مقاصد سورة طه أنَّ القرآن هو منهج السعادة للإنسان في الدنيا، والقرآن هو كلام الله وما فسره من كلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن اتبع غير ذلك فيشقى في هذه الدنيا وسيهلك في الآخرة.