تعاون بين المؤسسات التعليمية والإعلام لتنفيذ «استراتيجية التغيير» بالفكر والعمل جامعة القاهرة بدأت بمبادرة تطوير الفكر النقدى.. ومؤسسات المجتمع تتنافس لتعميم الفكرة خبراء: التطوير يعتمد على الحوار للوصول للحقائق 5 سنوات هى عمر المشروع القومى ل«تطوير العقل المصرى»، حيث كانت المؤسسات والجامعات المختلفة داعمة لتطوير عقول المستقبل، ضمن خطة الدولة لبناء مجتمع جديد قائم على العقلانية النقدية والتفكير العلمى الإبداعى والابتكارى، وذلك بهدف فتح مسارات المشاركة فى البناء والتنمية وريادة الأعمال، وخلال الأشهر القادمة سيحدث المشروع ثورة فى التطوير والتنمية، وسيغير شكل المستقبل، حيث إنه يؤكد أهمية زيادة الوعى لدى الشباب، وخلق قادة جدد للمستقبل، قادرين على دفع عجلة التنمية فى كافة المجالات.. «تطوير العقل المصرى» ليس مجرد مشروع تعليمى فقط، ولكنه مشروع كبير متكامل وشامل اجتماعياً وثقافياً وتنويرياً واقتصادياً.. فهو أحد أهم المشاريع الفكرية القومية الهامة، الذى يعتمد على العقل النقدى ومنهجية «التفكير العلمى» السليم.. فالعقول المتميزة والكفاءات العلمية هى أداة التنمية ووسيلتها، وذخيرة المستقبل، وهدف التنمية، ولأن التعليم والبحث العلمى ارتبطا معاً فى رحلة التطوير والتنمية، فى ظل التقدم العلمى والتكنولوجى الحديث، تحولت المعلومات إلى علم وفكر متطور، ومن ثم أصبح التفكير النقدى الهادف منهج حياة و«فاتحة خير» لدخول الأمة إلى عصر علمى جديد، وهو أساس كل إصلاح وتقدم، وهذا ما تعمل عليه الدولة الآن، ويساعد على تخريج رواد أعمال للمجتمع، بما يعود بالنفع على الدولة واقتصادها وتطورها. هذا المشروع تشارك فى تنفيذه العديد من المؤسسات والجامعات، من أجل بناء مصر الديمقراطية العصرية، وتماشياً مع استراتيجية الدولة ومواكبة المستجدات والمعايير العالمية، فى مجالات الجودة والتميز والبحث العلمى، ومع استخدام التعليم المدمج وتطوير المعامل والمقررات الدراسية وطرق التدريس، ونظم إدارة المعلومات، واستحداث برامج جديدة، تتواكب مع متطلبات سوق العمل الدولى، ليكون جداراً منيعاً لتشكيل الهوية الوطنية، واللحاق بركب التقدم، وتعظيم الفوائد الاقتصادية. وفى عام 2017 بدأت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت باستحداث وتطوير 223 لائحة وبرنامجاً دراسياً بمرحلتى البكالوريوس والليسانس والدراسات العليا، بواقع 49 لائحة دراسية، و115 دبلومة مهنية وبرنامج دراسى بالدراسات العليا، و59 برنامجاً بكالوريوس وليسانس، إلى جانب تعميم تدريس مقرر التفكير النقدى على جميع طلاب الجامعة، خاصة فى الكليات العلمية مثل الطب والهندسة والعلوم، إضافة إلى تدريسها فى الكليات النظرية مثل الآداب، لتعليم الطلاب طرق التفكير الصحيحة، التى تعتمد على العقلانية والتفكير والمنهج العلمى، وجعلهم قادرين على النقد والإبداع والإبتكار، كما تعمل على تطوير المستشفيات الجامعية بشكل جذرى وبمواصفات عالمية، بالإضافة إلى رفع الطاقة الاستيعابية لمعهد الأورام بنسبة 30%، وتطوير محتوى الكليات مثل تطوير كلية الحاسبات والمعلومات لتصبح كلية الحاسبات والمعلومات والذكاء والاصطناعى، وإنشاء كلية النانو تكنولوجى كأول كلية من نوعها فى الجامعات المصرية، وذلك فى إطار حزمة من مشروعات التطوير. كما اهتمت الجامعة بالخطاب الجيد سواء الإعلامى أو الدينى، عن طريق إطلاق مبادرات عديدة مثل مشروع التنمية الاقتصادية والإصلاح الدينى، ومبادرة «خذ كتاباً وضع كتاباً »، و«تطوير العقل الدينى» ومواجهة الشائعات، وتوزيع كتب كبار الكتاب مجاناً على الطلبة، وتطوير طرق الامتحانات. وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن مشروع تطوير العقول والكفاءات المتميزة، يمثل جزءاً مهماً من تطوير الدولة ومواكبة وتتبع الحضارات والدول، مشيراً إلى أن التقدم يتطلب التطوير فى التعليم وتغيير طرق التفكير التقليدى وتتبع الدول فى تطورها. مشيراً إلى أن مشروع تطوير العقل المصرى تبنته جامعة القاهرة، فى إطار دعم الثقافة والتنوير والتطوير، وأوضح «أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة» أن مصر بحاجة إلى خطة كاملة وتطبيقها للتطوير بالدولة، ومنها فكرة تطوير الكفاءات والعقول المتميزة، وهو ما يتطلب تعاون كافة مؤسسات ووزارت الدولة لتطبيق هذه الخطة وتحقيق التقدم والإصلاح الشامل، فى ظل التطورات والتحديات السياسية والاقتصادية الحالية، مشيراً إلى أن المؤسسات التعليمية والإعلامية بالتعاون مع الأحزاب السياسية عليهم دور كبير فى تطبيق هذه الخطة والاستراتيجية التى تتبناها الدولة كل فى دوره، حتى نعمل جميعاً على تغيير العقول وتطويرها باعتبارها أساس نهضة الأمم. لافتاً إلى أن هذا المشروع القومى سيؤتى ثماره حال العمل على تغيير طرق التفكير وتنمية القدرات والمهارات المطلوبة، بما يعود بالنفع على الدولة واقتصادها وتطويرها والانتقال من طرق التفكير القديمة إلى طرق جديدة. وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الإعلام الجديد لا بد أن يتم تحصينه بالمعلومات الصحيحة والتواريخ والأسماء، حتى نتفادى تأثيراته السلبية على العقول والأفكار. ويؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه لابد أن نحرص على التواجد بشكل منتظم فى الإعلام الجديد وأن نكون محصنين بالوعى بكافة الجوانب، من خلال فتح مجالات الحوار الديمقراطى والتعريف بالقيم الإيجابية والمشاركة فى مسيرة البناء والتنمية ومواجهة الصعوبات داخل المجتمع، منوهاً أن أحد طرق تطوير العقول هو الحوار البناء، الذى يساعد على تغيير أفكار المواطنين على أسس من الجدية، والتواصل والعمق والانتماء للوطن، والرقى بالمنظومة القيمية واحترام القانون، لتحقيق النهضة والسير قدماً نحو استكمال مسيرة التنمية الشاملة. مشروع قومى وأوضح الدكتور محمد سمير عبدالفتاح، أستاذ علم الاجتماع السياسى، مدير معهد إعداد القادة سابقاً بجامعة عين شمس: أن للعلم أهمية كبيرة فى المجتمعات، وان مشروع تطوير العقول والكفاءات المتميزة من المشروعات الفكرية القومية الهامة، التى تهدف إلى تطوير العقول والمشاركة فى البناء والتنمية، من أجل بناء مجتمع جديد قائم على العقلانية النقدية والتفكير العلمى الإبداعى والإبتكارى. وأشار إلى أن الإرادة السياسية كانت المحرك الأساسى التى صنعت الكثير لهذا الوطن، وفى ذات الوقت قوام الشخصية المصرية، وثورة 25 يناير كانت مجرد البداية لتغيير شامل، ثم سرعان ما تم تغيير شكل الحياة فى مصر بعدد من الملفات التى كانت محظورة من قبل، مثل تنمية سيناء وتطوير محور قناة السويس وإنهاء مشكلة العشوائيات الخطرة، وتسليح الجيش وتطويره حتى أصبح من أهم 10 جيوش على مستوى العالم، والملف النووى، وأيضاً استصلاح وتنمية المليون ونصف فدان وزيادة الإنتاج الزراعى والغذائى، بالإضافة إلى زيادة وتيرة الإختراعات وتحسين جودة الحياة، وتطوير الطرق والمصانع والمدن الجديدة. وشدد أستاذ علم الاجتماع السياسى على التعليم وتطويره، والعمل على ربطه باستراتيجية بناء العقل، لأنه السبيل الأمثل لبناء المستقبل، فلا بد من توافر تعليم جيد وقيام الدولة المصرية بمساعدة الطلاب من خلال وضع مقررات جديدة لإعمال العقل والتفكير النقدى وريادة الأعمال فى كل الكليات، وترك الحفظ، بل التركيز على مهارات التفكير والفهم والتحليل والإبداع، من أجل خريج قادر على مواكبة سوق العمل، وهو الطريق الصحيح فى إطار تطوير العقول والكفاءات البحثية. وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسى أن تقدم ونهضة أى دولة يقاس بتقدمها علمياً، وصدارتها فى شتى المجالات، منوهاً بأهمية معرفة متطلبات المرحلة الحالية، والاستفادة من الخبرات التى يتمتع بها الباحثون بالجامعات والمراكز البحثية وتسخير الإمكانيات وتوحيد الجهود، للوصول إلى أفضل الأبحاث والاكتشافات العلمية فى مجالات البحث المختلفة، لخدمة الأهداف التنموية، ومنها المجالات الطبية والدوائية والتعرف على الطرق العلاجية الآمنة وكيفية التغلب على الصعوبات الرئيسية فى الوقاية من الأمراض والأخطار المتوقعة، والسيطرة العلمية على الأوبئة فى وقت مبكر، وهى من أهم عوامل تحقيق التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن ذلك يعد أكبر محفز للتواصل والتكامل بين وزارة التعليم ومراكز الأبحاث وغيرها من الوزارات والهيئات الحكومية ذات العلاقة، بما يحدث نقلة تكنولوجية كبيرة، وتحقيق نهضة وتقدم المجتمع. موضحاً أن العديد من الدول لم تتقدم إلا بعد تغيير طريقة تفكير شعوبها وتقديم حلول عاجلة لمشكلاتها من خارج الصندوق. وأضاف أستاذ علم الاجتماع السياسى أن الإنسان المتميز يخرج كل ما هو ناجح وعبقرى للمجتمع، وأن مصر مليئة بقصص النجاح والعمل، لذا يجب إبراز النماذج الإيجابية المتميزة والنقاط المضيئة فى كل المجالات، والتى عادة ما تجد كل الدعم من الرئيس السيسى، الذى جعل الكفاءات والمخترعين والكوادر العلمية الوطنية، من أهم أولوياته، باعتبارهم عماد الأمة وأملها فى بناء الوطن وتقدمه، ومن ثم رعايتهم، من أجل تحقيق أقصى استثمار لخدمة المجالات المختلفة، وما يدفع عجلة التقدم والتطوير والتنمية المستدامة. مؤكداً ضرورة تجديد الخطاب الإعلامى لكل ما يتعلق بقضايا المجتمع، وفق استراتيجية «الثورة العقلية»، بما يسهم فى تطوير الدولة الوطنية، إلى جانب تجديد الخطاب الدينى بكل أنواعه مع الاحتفاظ بالثوابت والقيم الأصيلة، وربط أبنائنا بالتحديات المفيدة، وتنمية قيم الهدف الجماعى، لافتاً إلى أن ما حققته الدولة من إنجازات خلال الفترة الأخيرة يتناسب مع الواقع الجديد الذى نعيشه الآن.