الأعراض ضيق تنفس ودوخة ومشاكل في القلب «الداخل مفقود والخارج مولود» هذه المقولة أصبحت تنطبق تماما على المصابين بفيروس كورونا، فمن لم يمت بها ونجا منها، قد يجد نفسه مهددا بالإصابة بأعراض أخرى، منها ما هو بسيط ويمر مرور الكرام، ومنها ما هو خطير وتأثيراته خطيرة، بعضها قد يستمر لأيام، وبعضها قد يستمر لشهور، لتستمر المعاناة حتى بعد أن تخرج نتيجة العينة سلبية، وحينها يعتقد المريض أنه شفى تماما، لتبدأ معاناة من نوع جديد أكثر خطورة. نشر موقع timesofindia، الطبى تقريرا عن الأعراض التى تصاحب وتلى الإصابة بفيروس كورونا، وأشار التقرير إلى أن هناك أعراضًا بسيطة ومعتدلة، وتختفى من تلقاء نفسها، وقد يكون بعضها معتدلًا أو شديدًا بطبيعته يتطلب فترة نقاهة وعناية مطولة، وأوضح التقرير أن أكثر أعراض كوفيد الطويلة شيوعًا التى تظهر فى المرضى وقد تتطلب بعض الاهتمام، كالسعال، والشعور بالضيق وآلام المفاصل وآلام العضلات، وحدوث مشاكل أو اضطرابات النوم، وضعف الذاكرة. أما الأعراض الأكثر إثارة للقلق وتتطلب عناية طبية، هي ضيق التنفس المفاجئ عند الراحة، مما يسبب فشلًا كلويًّا، وألم فى الساق أو تورم. وأكدت دراسة حديثة أجراها باحثون فى مستشفى داند يريد ومعهد كارولينسكا فى السويد أن 10% من المتعافين من كورونا يعانون من عرض واحد على الأقل من الأعراض المتوسطة إلى الشديدة بعد أشهر من الإصابة بأعراض كورونا الخفيفة، وقد تصل المدة إلى 8 أشهر. ووفقًا للدراسة، التى نُشرت فى مجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAMA، تستمر أعراض كورونا التى يُنظر إليها على أنها ذات تأثير سلبى على العمل أو الحياة الاجتماعية أو المنزلية، ومن هذه الأعراض طويلة الأمد الأكثر شيوعًا فقدان حاسة الشم والتذوق والإرهاق. وأظهرت نتائج التحاليل التى أجريت بعد جمع عينات دم من 2149 متعافى من كورونا فى مستشفى دانديريد، وهى أن 26% من أولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا سابقًا، لديهم على الأقل عرض واحد متوسط إلى شديد، استمر لأكثر من شهرين، وأن 11%، كان لديهم عرض واحد على الأقل له تأثير سلبى على العمل أو الحياة الاجتماعية أو المنزلية لمدة ثمانية أشهر على الأقل. منظمة الصحة العالمية وتدخلت منظمة الصحة العالمية، كاشفة عن تلك الأعراض، من خلال الدكتورة رنا الحجة، مدير إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، قائلة:« إن هناك أعراضًا يعانى منها المتعافون من الفيروس كالتعب والاكتئاب والأمراض التنفسية». ومرت الأيام، وأطلقت منظمة الصحة العالمية دراسة حول ظاهرة علمية اكتشفها علماء الفيروسات بما يعرف ب«كوفيد طويل الأمد»، حيث وجد الاكتشاف أن متعافين من فيروس كورونا يعانون حتى الآن من استمرار ضيق التنفس والدوار ومشاكل قلبية وعصبية، ليتخوف الجميع من تطور الفيروس أو مرض غامض آخر، الأمر الذى جعل العلماء يطالبون المنظمة بإطلاق نداء لجمع تلك الحالات ودراستها وتأهيلهم لمواجهة تلك الأعراض. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إنه مع تحوّل الاهتمام إلى حملات التلقيح، «لا ينبغى إهمال كوفيد طويل الأمد»، كما حذرت الطبيبة البريطانية غايل كارسون من الاتحاد الدولى للعدوى التنفسية الحادّة من أنّ «كوفيد طويل الأمد يمكن أن يصبح جائحة فوق الجائحة». مخاوف بريطانيا كما أعربت الدكتورة جانيت دياز، رئيسة شعبة الاستعداد للرعاية الصحية بالمنظمة الأممية، عن مخاوفها من أن ما يسمى بأعراض «ما بعد كوفيد-19» لدى المتعافين يمكن أن يكون لها تأثير على الصحة العالمية بسبب حجم الوباء، مضيفة أن أكثر هذه الأعراض أو المضاعفات شيوعًا، والتى يمكن أن تظهر بعد شهر أو ثلاثة أو حتى ستة أشهر بعد التعافى، تشمل الشعور بالاعياء والتعب الشديد بعد المجهود البدنى وخلل إدراكى، والجديد هو أن بعض الحالات الخفيفة من مرضى كوفيد-19، وهم الذين لم يتلقوا العلاج داخل المستشفى وإنما تم وصف البروتوكول العلاجى لهم فى العيادات الخارجية بالمستشفيات وبقوا فى منازلهم، تظهر لديهم أيضا أعراض مستمرة بعد التعافى من كوفيد-19، أو يعانون من المضاعفات نفسها على فترات متقطعة، لافتة إلى أن أسباب هذه الأعراض غير معروفة، كما أن الفيثيولوجية المرضية لهذه الحالة غير معروفة حتى الآن، مشيرة إلى أن الباحثين يعملون بكل الجهد لكشف غموض تلك الأعراض الممتدة لما بعد التعافى. وأوضح الدكتور ياسر الشربينى، أستاذ المناعة بجامعة نوتنجهام بالمملكة المتحدةببريطانيا، أن هناك دراسات سجلتها وزارة الصحة البريطانية حول ظهور بعض الأعراض على المتعافين من كورونا، موضحاَ أنها تسمى بأعراض «long covied»، أعراض كورونا الطويلة الأجل، وانضم الأطباء فى إيطاليا إلى تلك المخاوف، كما كشفت دراسة شملت 143 مريضًا فى إيطاليا، أن 87% من المصابين ظلوا يعانون من عرض واحد على الاقل، أو العديد من أعراض كورونا، رغم مرور 60 يومًا على ظهور أعراض الاصابة الأولى عليهم، وتضمنت تلك الأعراض الشعور بالاعياء، وذلك لدى 53% من المصابين، وصعوبة فى التنفس لدى 43% منهم، إلى جانب المعاناة من آلام فى العضلات والصدر، والسعال، وفقدان حاسة الشم. ووفقًا للدراسة التى نُشرت، في مجلة لانسيت الطبية، قال العلماء إن هذا الواقع يبرز الحاجة إلى مزيد من التحقيق فى آثار الفيروس التاجى المستمرة. ويعد البحث، الذى شارك فيه مئات المرضى فى مدينة ووهان الصينية، من بين القلائل الذين تتبعوا الأعراض طويلة المدى لعدوى فيروس كوفيد- 19. ووجد الباحثون أن التعب أو تراجع قوة العضلات كانا أكثر الأعراض شيوعًا، بينما أبلغ أشخاص آخرون عن صعوبات فى النوم. وقال الدكتور بين كاو، من المركز الوطنى لطب الجهاز التنفسى: «نظرًا لأن كوفيد مرض جديد، فقد بدأنا للتو فى فهم بعض آثاره طويلة المدى على صحة المرضى». وأوضح أن البحث سلّط الضوء على الحاجة إلى رعاية مستمرة للمرضى بعد خروجهم من المستشفى، وخاصة أولئك الذين أصيبوا بعدوى شديدة. وعلق الدكتور شريف حتة، أستاذ الصحة العامة، على هذه الدراسات قائلًا: «لا أحد يستطيع أن يجزم بكافة الأعراض التى تسببها كورونا، حيث إن التغييرات التى تحدث فى جسم الإنسان تختلف من شخص لآخر، وحسب الفئات العمرية وجهاز المناعة ووقت التعافى والمرض، وبناء عليه تم عمل بروتوكول، والذى يختلف من شخص لاخر حسب نسبة الجرعات، أى أن البروتوكول يعالج الاعراض، مشيرًا إلى من أعراض «كورونا طويل الأمد»، و«متلازمة ما بعد التعافى من كورونا»، و«أعراض كورونا المستمرة»، هى «التعب الشديد، الشعور بضيق فى التنفس، ألم فى الصدر أو الشعور بضيق شديد حول الصدر، حدوث مشاكل فى الذاكرة والتركيز، والشعور بوجود صعوبة النوم، والشعور بخفقان القلب، والدوخة، والشعور بوخزات أشبه بوخز الدبابيس أو الإبر، كالتى يعانى منها أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر، والشعور بألم المفاصل، وأحيانا يصل الأمر إلى الاكتئاب والقلق.