على باب محافظ المنوفية، تقف طموحات أهالى قريتى ميت البيضا ومشيرف، حبيسة المسئولية الغائبة للشركة المنفذة لمشروع الصرف الصحى فى القرية الأولى. القريتان التابعتان لمركز الباجور تجمعهما وحدة محلية واحدة، ومحطة واحدة أيضًا لمعالجة الصرف الصحى وهى محطة سبك الضحاك العملاقة. كما يجمعهما خط طرد واحد، وهو خط يتمدد غربا حيث محطة المعالجة. .. لكن ما يجمعهما أكثر هو المعاناة، بسبب مفارقة غريبة. فمشروع الصرف الصحى فى قرية مشيرف شارف على نهايته بفضل الشركة المنفذة وهى شركة حلوان للصناعات المتطورة، بينما مشروع محطة رفع ميت البيضا التى ستستقبل الصرف من مشيرف يمشى ببطء السلحفاة إذ تعانى شركة مختار إبراهيم التى تنفذه من صعوبات داخلية غير معروفة. وهكذا تجمدت عشرات ملايين الجنيهات فى باطن الأرض، فى انتظار الفرج. ولا تدخر الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى برئاسة النشيط اللواء إيهاب خضر، جهدًا فى إنجاز المشروعين.. لكن الأهالى يطالبون الهيئة بمحاسبة الشركات والمقاولين المقصرين فورًا. يقول محمد الدسوقى حرب، من أهالى مشيرف، إن مشروع الصرف الصحى فى القرية مرهون بمشروع الصرف الصحى فى ميت البيضا، إذ سيتم ضخ الصرف من محطة رفع مشيرف إلى محطة رفع ميت البيضا. وفى حين أن شركة حلوان للصناعات المتطورة نجحت فى إنجاز مشروع مشيرف، فإن شركة مختار إبراهيم لم تلتزم بمواعيد تسليم محطة رفع ميت البيضا، ويمر عام وراءه عام دون تسليم. وذكر قيادات شركة حلوان بعهد قطعوه على أنفسهم أمامه فى يناير 2019 بإنجاز المشروع وتسليمه فى يناير 2020. ويقول حسن شرباش، إن الدكتور مهندس مجاهد الفرماوى رئيس مجلس إدارة شركة حلوان، زار القرية قبل عامين و4 أشهر، وتعهد بالتسليم فى يناير 2020. ونحن الآن على مشارف منتصف 2021 دون جديد! وثمة عشرات ملايين الجنيهات ملقاة فى صورة شبكات ومحطة رفع دون تشغيل. ويقول أسامة بيومى سالمان، من أهالى ميت البيضا، إن مشروع الصرف فى القرية بدأ قبل 10 سنوات. وكان الأهالى يأملون فى ظل القيادة الرشيدة ووجود اللواء إبراهيم أبوليمون محافظ المنوفية أن يتم إنجاز المشروع سريعًا.. لكن ما حدث هو تباطؤ بسبب مشاكل داخلية فى الشركة المنفذة وليس للأهالى علاقة بها. وتابع:» عرفنا أنه تم سحب 50% من الأعمال من شركة مختار إبراهيم عقابًا لها.. لكن محافظ المنوفية سبق ووعد العام الماضى بتسليم المشروع فى يونيو المقبل.. وللأسف المشروع يسير ببطء وإذا استمر هذا البطء فلن ينتهى العمل فى المشروع لا العام الحالى ولا العام المقبل»، مطالبًا المحافظ بلقاء الأهالى والاستماع لهم. وتحدث أحمد أبوزهرة، موضحًا أن خط الطرد سيمر ب3 تعديات أسفل السكة الحديد ومنافع مصرف القرنين. وتم دفع رسوم التعديات، وفى انتظار الموافقات لإنجاز خط الطرد. لكن دون إنجاز محطة الرفع، فلن يعمل مشروع مشيرف ولا مشروع ميت البيضا. وطالب بتدخل اللواء إبراهيم أبولمون محافظ المنوفية، لحل هذه الأزمة المستمرة منذ سنوات، ويمكن أن تؤثر بالسلب على الجانب الذى تم تنفيذه من المشروع. وقال محمد صبحى، إن قرية مشيرف هى القرية الأم للوحدة المحلية. ورغم ذلك فهى الأقل حظًا، وستكون آخر قرية تدخلها خدمة الصرف الصحى، مطالبًا محافظ المنوفية بوضع القرية فى مكانها الصحيح.