التأمل فى كتاب الله من صفات المؤمنين وحيث للقرآن الكريم أفضال كبير وعظيمة ولقارئ القرآن أجر وثواب من رب العالمين، قد لا يكون لكل سورة فضل خاص ولكن ما هو معروف أن الفضل عام وشامل لجميع سور القرآن الكريم، ومن أفضال سورة النمل أنها بينت فضل القرآن الكريم ووصفته الهادي لجميع الناس وأنه يُعتبر الحد الفاصل بين الهداية والضلال، ولم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أحاديث صحيحة في فضل سورة النمل وجميع الأحاديث الموجودة تعتبر ضعيفة. واهداف سورة النمل من مقاصد سورة النمل الإيمان بالله وعبادته لا شريك له، والإيمان بالأخرة والوحي، وأن أمور الغيب لله، والإيمان بأن الله -عز وجل- الرازق الواهب، وشكر الله دائمًا على النعم كما جاء بالآية الكريمة: {هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ}.. ومن اهداف سورة النمل وصف القرآن الكريم بالكفاية لهداية الناس أجمعين، وسلطت السورة الضوء على العلم، حيث كان سياق السورة في ظل علم الله المُطلق بالظاهر والباطن، بالإضافة لعلمه بالغيب والآيات الكونية التي يكتشفها الناس، وبينت السورة أعظم مُلك أوتيه نبي من أنبياء الله وهو مُلك داود وسليمان- عليهم السلام- وأشارت السورة الكريمة إلى مُلك سبأ وفي ذلك إيماء الى نبوة محمد -علية الصلاة والسلام- رسالة تقارنها سياسة الأمة، ثم يعقبها مُلك وهو خلافة النبي الكريم، وأثبتت السورة البعث وما يتقدمه من أهوال القيامة وأشراطها. ومن اهداف سورة النمل أيضًا فضل الله سبحانه على عباده بإجابة دعوة المضطر إذا دعاه، وجعل الإنسان خليفة في الأرض، وبين الله بالسورة أنه يعلم من في السماء والأرض والغيب وأن أكثر العباد غافلون عن الحقائق الإيمانية التي جاء بها الأنبياء والرسل، وذكر الله تعالى العباد بعلامات يوم القيامة وهي خروج دابة من الأرض التي تُظهر حقيقة المؤمن والكافر، كما جاء بالآية الكريمة: {إِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}. وأمر عز وجل عباده أن يسيروا في الأرض ليعلموا مكانهم فيها والعبر من أهلها إذا أكثروا فيها الفساد، وبين الله إشارة واضحة عن حال الناس يوم الحشر، وعن أحوالهم يوم الحساب والثواب والعقاب، واختتمت السورة بالأمر بعبادة الله وحده وتسبيحه على النعم التي لا تعد ولا تحصى، وإنذار العباد بأن الله سيُريهم آياته، حيث يومئذ لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن اَمنت من قبل، وأن الله ليس بغافل عما يعمل الناس بالصغيرة والكبيرة.