التدبر فى القرآن الكريم من صفات المتقين ومقاصد سورة سبأ التي تضمنتها السورة هي موضوعات العقيدة الرئيسية وهي التوحيد بالله تعالى، والإيمان بالوحي والبعث، وفصلت السورة الكريمة المقاصد إلى إبطال قواعد الشِرك وأهمها الشِرك بالله تعالى، وإنكار البعث، حيث بدأ الله تعالى السورة بدليل تفرده بالإلهية ونفي الإلهية عن الأصنام مع النفي بأن تكون الأوثان والأصنام شفعاء لمن يعبدها، قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}. ومن أكبر مقاصد سورة سبأ التركيز على قضية البعث والجزاء، وإثبات إحاطة علم الله بما في السماوات والأرض، بالإضافة لإثبات صدق النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- فيما أخبر به وصدق ما جاء بالقراَن الكريم وفي ذلك إلزام الحُجة على منكري النبوة، وبينت السورة الكريمة معجزات أنبياء الله داود وسُليمان -عليهم السلام- كما جاء في قوله: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ}. وبينت السورة أن النعم تدوم بشكر الله تعالى، حيث النِعم يمنحها الله لعباده، وأن النِعم تتحول إلى هلاك ونِقم بحال أعرض الإنسان عن هدي الله -عز وجل-، وجاء من مقاصد سورة سبأ تهديد المشركين بما حل بالأمم السابقة من المشركين، حيث سلط الله عليهم البلايا في الدنيا وأعد لهم العذاب في الآخرة، فيما ضرب الله لهم المثل بمن شكروا نعمته واتقوه فأوتوا خير الدنيا والأخرة، وجاء بالسورة تحذير للإنسان من تغرير الشيطان، فهو العدو الأول للإنسان، وتوضيح على أن الجن لا يعلم بالغيب وأن الله تعالى وحده علام الغيوب. ووضحت أن الإيمان والعمل الصالح هما قِوام الحكم والجزاء عند الملك الجبار، وأن أقوى قوة بالأرض لا تعصم من بطش الله وما من شفاعة عنده إلا بإذنه، وذُكر بالسورة تبشير المؤمنين بالنعيم، ووعد المنفقين والمصدقين بالإخلاف ومن مقاصد سورة سبأ أن العودة للحياة بعد الوفاة لتدارك ما فات أمر محال.