الأطباء: ليس له علاقة ب«كورونا».. وأدوية الكورتيزون والمضادات الحيوية سبب ظهوره المرض مرتبط بنقص المناعة.. ويجب التشخيص المبكر لمواجهته حالة من القلق التى وصلت لحد الرعب، انتابت جموع المصريين مؤخرا بعدما أثير عن إصابة الفنان سمير غانم قبل وفاته بمرض الفطر الأسود. ورغم تكذيب وزارة الصحة هذا الأمر، إلا أن انتشار هذا المرض فى الهند بشكل كبير، وارتباطه بجائحة كورونا المنتشرة الآن فى كل دول العالم بما فيها مصر، زادت من مخاوف المصريين، خاصة أن الهند أعلنت وصول عدد المصابين بالمرض إلى أكثر من 9 آلاف شخص وهو ما ينذر بكارثة محدقة. «الوفد» تحاول استجلاء حقيقة هذا المرض، ومدى ارتباطه بفيروس كورونا، حيث أوضح الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية: «أن الفطريات فى مصر ليست منتشرة كثيرا، لكن الأدوية المستخدمة فى علاجها موجودة، مشيرًا إلى أن الفطريات تصيب بعض الأشخاص، من بينهم مستخدمو الكورتيزون لفترة طويلة أو بعض مرضى الأورام، موضحا أنه قد يحدث نتيجة وجود أمراض شديدة متعددة الإصابة بالفطريات، وفى هذه الحالات يتم استخدام أدوية مكافحة الفطريات فى كثير من المستشفيات لمواجهة هذا الأمر. وأضاف: «مفيش داعى للقلق بسبب الفطر الأسود ده معروف عندنا، وفى ناس بيجيلهم طبقة بيضا فى بقهم بعد استخدام المضادات الحيوية وهو أمر ليس جديدا وليس وباء»، وأضاف: «مفيش أبدا أى داعى للقلق فالأدوية معروفة ومتاحة»، وطمأن الدكتور عوض تاج الدين المصريين قائلا: «الفطر الأسود يأتى نتيجة مضاعفات وهو ليس سببا للفشل التنفسى أو الوفاة لمصابى كورونا». وخرج الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة ضاربًا بكل ما يقال حول انتشار هذا المرض عرض الحائط، قائلًا: «إن الفطر الأسود ليس مرضا غريبا، وهو عرض جانبى لبعض مرضى نقص اكتساب المناعة، ومن الوارد أن يحدث مع أى مريض مصاب بنقص المناعة، لافتًا إلى أنه لا داعى للذعر أو الهلع منه». اللافت أن عدة مديريات للصحة فى محافظاتالإسكندرية والقليوبية والغربية، وأسوان، أكد مسئولون فيها أنه لم تظهر أى إصابات بها بالفطر الأسود، وأكد المسئولون أنه لا يوجد أى ارتباط بين فيروس كورونا وبين الفطر الأسود، وأنه لا توجد أى حالة فى مستشفيات العزل ظهر فيها هذا الفطر». نقص المناعة وأوضح دكتور على العريبى، إخصائى مكافحه عدوى وحاصل على دبلومة من جامعة اكسفورد فى مكافحة العدوى، أن أعراض مرض الفطر الأسود تختلف عن أعراض فيروس كورونا، حيث يصيب الفطر الأسود العين والجهاز العصبى والقلب، ويحتاج فى بعض الأحيان لعمليات جراحية، مشددًا على ضرورة الفصل بين فيروس كورونا وبين الفطر الأسود، لأنه فى حال اجتماع المرضين معًا ستكون نسبة الوفيات كبيرة، مشيرًا إلى أن أغلب المصابين بالفطر فى الهند هم من المصابين أو المتعافين من كورونا، ممن ضعفت مناعتهم جراء الفيروس أو يعانون من أمراض كامنة مثل مرض السكرى. وأضاف: «الفطر الأسود يأتى من العفن فى البيئات الرطبة مثل التربة أو السماد، ويمكن أن يهاجم الجهاز التنفسى، مؤكدًا أنه غير معدٍ وغير ضار فى كثير من الأحيان، غير أنه يسبب التهابات خطيرة لمن يعانون من ضعف الجهاز المناعى، وفقا لمراكز الولاياتالمتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها، لافتًا إلى أن العديد من الأدوية المستخدمة لمحاربة فيروس كورونا تثبط جهاز المناعة فى الجسم، الذى يحارب عادة العدوى الفطرية، كما يؤثر الفطر عادة على الجيوب الأنفية أو الرئتين بعد أن يستنشق الشخص الجراثيم الفطرية فى الهواء، ويمكن للأعراض أن تشمل تورم الوجه والحمى وقرحة الجلد والآفات السوداء فى الفم». وأشار إلى أن الفطر الأسود يبدأ فى الظهور على الجلد فى جيوب الهواء خلف الجبهة والأنف وعظام الخد، وقد يصل الأمر إلى تدلى الجفون وانسداد ونزيف بالأنف وبين العينين والأسنان، قبل أن ينتشر إلى العينين والرئتين ويمكن أن يصل حتى المخ، ويؤدى ذلك إلى سواد أو تغير اللون على الأنف، وعدم وضوح الرؤية أو ضعفها، وألم فى الصدر، وصعوبات فى التنفس وسعال مصحوب بالدم، ويؤدى هذا المرض إلى وفاة أكثر من 50 فى المائة من المصابين به فى غضون أيام، وعلاج الفطر يتطلب فى كثير من الأحيان إجراء عملية جراحية لقطع الأنسجة الميتة أو المصابة، ويؤدى ذلك إلى فقدان الفك العلوى أو حتى العين فى بعض الأحيان». وأكد «العريبى» أن ظهوره فى الهند بكثرة ليس له علاقة بالسلالة الهندية ولكن بالبيئة غير الصحية أو غير النظيفة، حيث يتسبب استنشاق جراثيم فطرية بالهواء، أو حدوث تلوث جلدى وتلوث بالجراثيم الفطرية، أو تناول طعام ملوث من الخضراوات والفواكه، فى الإصابة به. وتابع: للوقاية منه يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية، وغسل الفواكه والخضراوات قبل تناولها، وممنوع بصق مخاط الأنف على الأرضيات، ومنع تناول المضادات الحيوية إلا تحت إشراف طبيب أو صيدلى، خاصة جرعات الكورتيزون التى يجب أن تكون تحت إشراف طبي ، وعلاجه يكون عن طريق حقنة مضادة للفطريات يوميا لمدة 8 أسابيع. مرض قديم وأشار الدكتور حسام حسنى، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، إلى أنه: «لا توجد دولة فى العالم ليس بها الفطر الأسود، فهو موجود منذ قديم الأزل، وأشار إلى أن البعض يربطه بفيروس كورونا، وهذا غير صحيح، مضيفًا «ده مرتبط بنقص المناعة، ونتيجة الإفراط فى استخدام الكورتيزون أو الأدوية المثبطة للمناعة، لافتًا إلى أن سوء استخدام الكورتيزون والمضادات الحيوية أكبر خطر نواجهه، مشيرًا إلى أنه إذا لم تتم إجادة استخدام المضادات الحيوية خلال الفترة القادمة سنواجه مشكلة أكبر من كورونا وهى الالتهابات البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية». ووجَّه تحذيرًا للمواطنين الذين يستخدمون البروتوكول العلاجى لكورونا دون استشارة الطبيب، قائلًا: «إن كورونا مرض ليس له بروتوكول محدد، بل يُحدد على حسب الشدة والسن والأعراض المصاحبة وأعراض الخطورة المصاحبة لكل مريض، ولو 10 مرضى دخلوا المستشفى مش هيخرجوا بروشتة واحدة»، متابعًا: «كل مريض له روشتة حسب حالته، وحسب سنه، ورصدنا حالة أو اثنتين فقط لا غير من مصابى كورونا يعانون الفطر الأسود، والعلاج الجراحى لهذا الفطر ليس العلاج الأول، فهناك علاج دوائى لو تم التشخيص فى مراحل مبكرة، وحال تشخيصه متأخرًا يتم استئصال الجزء المصاب». وأضاف: «قد تصل الأمور لاستئصال العين، وهذه مرحلة متأخرة لم تظهر فى مصر، ولو وصل المرض لمرحلة أبعد من ذلك قد يصل للمخ، وقد يحتاج المريض لإجراء جراحة دقيقة جدا، ومع ذلك أكد الدكتور حسام حسنى أننا لم نرصد أى مرحلة متأخرة لمصاب بالفطر الأسود فى مصر، إلا فى حالات قليلة جدًا ونادرة».