التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الطاعة وروى بلال -رضي الله عنه- سبب نزول هذه الآية وذلك عندما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يجلس في المسجد مع أصحابه كان بعضٌ منهم يصلون بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء فأنزل الله تعالى هذه الآية، وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ هذه الآية نزلت في الصحابة الذين كانوا يصلون من المغرب إلى العشاء، وأخرج الترمذي أن نزول هذه الآية كان في انتظار صلاة العشاء وقيل هي قيام العبد للصلاة في أول الليل. وقيل أيضًا أنّها نزلت في الذين يتهجدون ويقومون الليل لأداء الصلاة من جوف الليل ويدل على هذا القول ما رواه معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حيث قال: "كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في سفَرٍ، فأصبَحتُ يومًا قريبًا منهُ ونحنُ نَسيرُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ أخبرني بعمَلٍ يُدخِلُني الجنَّةَ ويباعِدُني من النَّارِ، قالَ: لقد سألتَني عَن عظيمٍ، وإنَّهُ ليسيرٌ على من يسَّرَهُ اللَّهُ علَيهِ، تعبدُ اللَّهَ ولا تشرِكْ بِهِ شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحجُّ البيتَ، ثمَّ قالَ: ألا أدلُّكَ على أبوابِ الخيرِ: الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدَقةُ تُطفي الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النَّارَ، وصلاةُ الرَّجلِ من جوفِ اللَّيلِ قالَ: ثمَّ تلا تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ، حتَّى بلغَ يَعْمَلُونَ".