العبرة من قصص القرآن من أسباب زيادة الايمان والثبات على الطاعة وذكر الله تعالى بسورة سبأ قصة وفاة النبي سليمان بن دواد -عليهم السلام- وجاء بالقصة دليل واضح على أن الجن لا يعلمون بالغيب حيث قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}. أي لما قضى الله تعالى بالموت على نبيه سليمان بن داود -عليهم السلام- كان متكئ على عصاه يراقب الجنَّ الذي سُخر لخدمته يصنعون ويعملون ما يشاء من محاريب وجفان وقدور وراسيات، فما دلهم على موت النبي إلا الأرضة وهي دويِّبة تأكل الخشب، حيث أكلت شيئًا من عصاه فخرَّ على الأرض، فوقف الجن عن العمل وعلموا وتيقنوا أنهم لا يعلمون بالغيب، حيث أنهم لو يعلموا بالغيب لأدركوا وفاة النبي قبل أن يخر على الأرض، ومن الدروس المستفادة من القصة وجوب مراقبة العامل وهو يعمل ألا يُهمل، كما مطلوب من العُمال أن يُخلِصوا بعملِهم لله تعالى في القول والعمل والفعل، فالإتقان دليل الصدق في الإيمان.