«الفودو» و«الإستروكس» و«الشبو» جديد «المدمنين».. و«الترامادول» راحت عليه شاب عمره 18 سنة: بدأت بعزومة سجائر فى فرح ووصلت لجرعة «إستروكس» فى «عشة فراخ» أب ينصح بضرورة السؤال عن مصادر إنفاق «مصروف الأبناء» ويصرخ: «الفودو» وإهمال زوجتى ضيعا ابنى الوحيد بعد أن كان «الترامادول» متربعًا على عرش المخدرات خلال الفترة الماضية، ظهرت فى مصر مؤخرا أنواع جديدة من المخدرات المصنعة، كفيلة بالقضاء على شبابنا، وأهمها «الاستروكس» و«الفودو»، ونوع آخر يسمى «الشبو» كشف عنه الحادث البشع الذى وقع مؤخرا فى الفيوم، والذى نتج عن تعاطى الأب لهذا النوع من المخدرات، حيث قام الأب بذبح أبنائه الستة وزوجته، مما يلفت الانتباه للخطر المتنامى من انتشار انواع المخدرات المصنعة على المجتمع، خاصة الشباب، حيث لاقت هذه المواد رواجا بينهم، وهو ما ينعكس بدوره على المجتمع كله كما أكد الخبراء، مشيرين إلى أن هذه المخدرات يتم تصنيعها فى مصر أو خارجها، ويتم تهريبها إلى داخل البلاد، ورغم الجهود التى تبذلها وزارة الداخلية فى ضبط كميات كبيرة منها قبل توزيعها على الأسواق، إلا أن ما يتسرب منها يجد رواجا، حيث تهدف طيور الظلام لاغتيال شباب مصر عن طريق المخدرات. وأحدث آلات القتل الجديدة هو مخدر «الشبو»، الذى كان بطل قصة الفيوم حيث قام أب بقتل زوجته وأطفاله بعد تعاطيه هذا المخدر، الذى يعد من أخطر أنواع المخدرات، لأن تأثيره لا يتوقف عند حد الإدمان فقط، بل قد يصل إلى الوفاة بمجرد تناوله لأول مرة، ويطلق عليه عدة أسماء، منها: «الكريستال ميث أو الآيس». وهو أحد أشكال مادة «الميثامفيتامين»، والتى تتواجد على شكل بلورات صغيرة تتميز باللون الأبيض، وانتشر فى الحرب العالمية الثانية، إذ ساعد الجنود على الاستيقاظ لفترات طويلة، واستخدمه البعض لإنقاص الوزن وعلاج الاكتئاب وعلاج نقص الانتباه وفرط الحركة. ومؤخرا انتشرت هذه المخدرات المصنعة فى مصر لنصحو كل يوم على كارثة بسبب تناولها وفى هذا السياق يقول «أ. ج»، 18 عاما من سكان امبابة: «اصدقاء المدرسة أوقعونى فى دوامة شرب السجائر حتى تطور الامر لاجبارى على السهر، وبعد عدة ايام اقنعونى بتعاطى سجائر الحشيش فى المناسبات والأفراح، وبدأت رحلتى فى تناول الحشيش بعد ابتعاد أصدقائى عنى بسبب ظروف الحياة القاسية، وأضاف :«اتجهت إلى تاجر يبيع مخدر «الاستروكس»، وطلبت شراء سيجارة لعدم قدرتى على شراء الحشيش بسبب ارتفاع السعر، وطلب منى 15 جنيهًا ثمنًا لها، فدفعت له ما طلب وعدت إلى سطح البيت لتناول المخدر، وبعدها لم أعد أدرى ما يحدث من حولى، فبعد تعاطى السيجارة لم أعد أشعر بالدنيا، وبعد أن أسترد وعيى مجدداً أجد ملابسى ممزقة، ومرة أخرى وجدت نفسى منبطحًا داخل عشة الفراخ، والجيران يحاولون إفاقتى والاطفال يلتقطون الفيديوهات المصورة مؤكدين أنى تعرضت لحالة من التشنجات العنيفة التى تصيب أصحاب الامراض العصبية، وعند مشاهدة أهلى لذلك المقطع قام ابى بضربى، لغضبه الشديد بعد معرفته انى تناولت مخدر «الاستروكس»، واتجهت امى لأقرب مصحة لعلاج الادمان، حتى تنقذنى من فخ المخدرات الذى اوقعنى اصدقائى بداخله وتركونى وحيداً، وتلقيت العلاج لمدة 3 اشهر ولم اعد أتناول اى نوع من المخدرات او السجائر، بل إنى قاطعت اصدقائى الذين تسببوا فى اعتيادى على تناول المخدرات. مأساة أخرى عاشها «ابو أونش»، 56 عامًا، والذى يقيم فى منطقة شبرا الخيمة، ويقول: أنا بعت كل ما املك لعلاج ابنى احمد من تناول مخدر الحشيش و«الفودو»، وضاعت صحتى فى البحث عن ابنى فى أقسام الشرطة، وفض المشاجرات التى تحدث بسبب بيع المخدرات، ووصل الأمر إلى طلاق زوجتى بسبب عدم متابعة الاطفال من صغرهم، بل إنها كانت توفر لهم الاموال ولا تعلم فى اى شىء قد تم إنفاقها، وعند السؤال لماذا يطلب الاولاد تلك المصروفات الكثيرة رغم ان البيت متوفر به كل شىء، من مأكل وملبس وادوات مدرسية، كانت دائماً تعارضنى، وتطلب الزيادة فى مصروف الأبناء، وكانت النتيجة ان ابنى الكبير اصبح متعاطى وتاجر مخدرات، ودائماً ما يتشاجر مع بلطجية بسبب تقسيم فلوس المخدرات على بعضهم، ولم اعد ابحث عنه مثل ما سبق بسبب كبر سنى ولم اعد اتحمل، بسبب اصابتى بمرض السكر والضغط المرتفع، وينصح الرجل المكلوم الآباء قائلا:« على كل اب وكل مسئول عن أطفال أن يسال دائماً عن مصروف ابنائه، وكيف ينفقونه حتى لا يصبح مصيرهم مثل مصير احمد ابنى». ويقول «ى. م» 33 عاماً، من سكان منطقة الشرابية: توجهت كثيرا لمراكز علاج الإدمان فى العديد من الاماكن المختلفة، ولم يعطونى العلاج المناسب، ودائمًا ما كانوا يطالبوننى بتكاليف العلاج الضخمة، ودفعت حتى الآن 45 ألف جنيه على مراحل مختلفة، حتى أشفى من هذا الداء اللعين، ولم يحدث أى تحسن، بل دائماً اشعر بتكسير فى الجسد ولا أشعر براحة إلا بتناول عقاقير «الترامادول» و«الفودو». 9 مليارات جنيه وفى هذا الصدد قال اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الاسبق، إن المخدرات بمختلف انواعها وتحديدا «الاستروكس» تتسبب فى تدمير عقول الشباب الصاعد، وينعكس تأثيرها على المجتمع المصرى، ومنذ عشرات السنين كان مخدر الحشيش والافيون هما المسيطران على أصحاب النفوس الضعيفة، قبل تصنيع مخدر «الكوكايين» و«المورفين» و«الهيروين» وعقاقير الهلوسة، وساعدت بعض الدول التى تعانى من أزمات على ترويج المخدرات، حتى تستطيع الخروج من الازمات الاقتصادية التى حلت بها، ومنذ عشرات السنين كان تجار المخدرات يستوردون انواعًا مختلفة من المخدرات بقيمة 9 مليارات فى العام الواحد قائلاً:« إن إدارة مكافحة المخدرات المصرية من أفضل 10 أجهزة مخابرات فى العالم وتستطيع السيطرة على أولئك المجرمين والخارجين عن القانون». وكشف مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن مصر دولة مستهدفة من أهل الشر لترويج المخدرات سواء الحشيش أو «الهيروين»، أو الأملاح ك«الإستروكس» أو «الترامادول»، مشيدًا بجهود وزارة الداخلية بكل قطاعاتها فى ضبط المخدرات المهربة. واضاف «نور الدين»، أن لبنانوافغانستان والمغرب وتركيا تعتمد على زراعة الحشيش، وتعتبره أحد أهم مصادرها الاقتصادية، مشيرا إلى أن الاممالمتحدة تشيد بالجهود الامنية المصرية فى مكافحة المخدرات محليًّا ودوليًّا. وقد كشفت الشرطة المصرية عددًا من الوسائل لتهريب المخدرات لتدمير شباب مصر، منها : أن المخدرات تأتى من افغانستان وتركيا، ثم تتجه إلى شمال افريقيا لتدخل بعد ذلك من خلال الموانئ المصرية، أو يتم تهريبها عبر الحدود، وهنا تظهر جهود رجال مكافحة المخدرات الذين يقومون بضبطها على الحدود، ولذلك يقوم برنامج الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة بتدعيم ضباط مكافحة المخدرات بالاجهزة الحديثة والكلاب المدربة وسيارات الدفع الرباعى، لملاحقة تجار المخدرات قبل توزيعها. وأشار اللواء نور الدين إلى « أن ال27 مديرية على مستوى الجمهورية بها مكتب مختص فى مكافحة المخدرات، بالاضافة لجهود ضباط رجال المباحث داخل أقسام الشرطة، خاصة فى المناطق المشهورة بتجارة المخدرات، وتعمل هذه الجهات لتقليل المعروض، ولذلك حدثت زيادة فى سعر مخدر الحشيش بسبب محاصرة رجال الشرطة للتجار فى الآونة الاخيرة»، ولكن بعض المخبرين من ضعاف النفوس يقومون بتسريب المعلومات لتجار المخدرات نظير اتاوة شهرية، ولكن يتم رصد هؤلاء على الفور، ويتم تطبيق القانون عليهم وتحويلهم لمحكمة التأديب وتصل العقوبة للفصل والحبس». وطالب نور الدين دور العبادة وكل الوزارات المختصة بضرورة تحذير الشباب من مخاطر تناول المخدرات، بالإضافة إلى ضرورة العمل على استغلال طاقتهم للصالح العام، والحفاظ على مستقبلهم وصحتهم قائلاً: إن صبيان تجار المخدرات مرصودون من رجال المباحث.