أصدرت جبهة حرية الإبداع مساء الثلاثاء الماضي بيانا تستنكر فيه زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر، وقالت فيه ان السبب الرئيسي للرفض هو سياسة الرئيس نجاد والحبس والقمع، كما أعلن البيان عن تضامن الفنانين المصريين مع قضية الفنان والمخرج جعفر باناهي المحكوم عليه بالحبس في منزله مدي الحياة نتيجة لعمله فيلما تسجيليا عن الانتخابات الأخيرة في إيران.. تلك القضية التي يقف فيها الرئيس نجاد أمام كل جمعيات حقوق الإنسان والحركات التي تنادي بحرية التعبير، بل والدول التي تدخلت فيها، ضارباً عرض الحائط بكل مفاهيم حرية الرأي التي صارت مفاهيم من عالم آخر في إيران اليوم.. وقال البيان تضامناً مع المخرج المحبوس جعفر باناهي وغيره من الفنانين والمفكرين الذين يتعرضون للقمع والحبس والتنكيل والمنع من التعبير عن الرأي يوميا في إيران، نرفض الاستقبال الرسمي في مصر ما بعد الثورة التي كان شعارها الثاني «الحرية» لرئيس يهزأ بالحرية ويضرب بها عرض الحائط.. تضامناً مع مبدعي إيران: الرافضين للفاشية ومفكريه. سألنا أعضاء جبهة الإبداع والفنانين الذين سافروا مؤخرا في زيارة لإيران لخلق تواصل فني بين البلدين عن سر هذا البيان ورأيهم فيه فقالوا.. الكاتب مدحت العدل أكد ان مصر لن تكون إيرانا ثانية وجموع المصريين يرفضون ذلك، وأضاف العدل: كتبت عن جعفر باناهي بعد ثلاثة شهور من ثورة يناير وقلت: كيف يتم القبض علي مخرج كبير لمجرد أنه ارتدي كوفيه لحزب معارض في مونتريال فيمنعونه من الإخراج، وأكد العدل ان نجاد رجل يطارد الإبداع ولا نرحب به أبدا في مصر وان كنا سياسيا نفضل ان يحدث تقارب بيننا وبين إيران وضد التفرقة بين الشيعة والسنة ولكننا ضد شخصية ديكتاتورية تطالب بالقمع علي الحريات، وأضاف العدل يجب ان نفرق بين إيران كشعب وأمة يجب أن يحدث بينهم توافق وبينه كشخص ديكتاتور مثل هتلر، وأشار العدل إلي اننا كمصريين لن نسمح بأن يتبع الإسلاميون طريقة الخوميني عندما ظهر مع معارضيه الليبراليين وبعد ثلاثة أشهر ذبحهم جميعا، لن نقبل ان يتولي الإسلاميون للسلطة سينقضون علي حلفائهم ويفعلون فينا ذلك، وأضاف ان مصر تختلف تماما في فكرة الكهنوت الديني الذي يسيطر علي الحكم الديني وهذا غير موجود لدينا وبالتالي لن نكون مثلهم. وعلق المخرج علي عبدالخالق علي بيان جبهة الإبداع بأن هناك نقطة سلبية موجودة في النظام الإيراني انه مقيد لحرية الإبداع، ورغم ذلك فهناك مخرجون إيرانيون مهمون ويقدمون سينما مختلفة والسينما الإيرانية في السنوات الأخيرة أصبحت مهمة علي مستوي العالم وحتي علي شاشات التليفزيون يقدمون تقنية عالية وتتواجد فيها كل عناصر المهنة من إخراج وتصوير وديكور وتمثيل وهو فن راق جدا وما قبل الثورة لم تكن السينما والتليفزيون بهذا الرقي وهذا المستوي وغزو العالم بالمهرجانات، وأضاف عبدالخالق: ان موقف جبهة الإبداع محترم، في ان تكون ضد القمع في أي مكان لكن في نفس الوقت إيران دولة مهمة في المنطقة وقرار قطع العلاقات بين مصر وإيران منذ اغتيال السادات لم يكن سهلا، لأن إيران لها فكر سياسي واضح وان تتفاعل مع أهم دولة في المنطقة وهي مصر فهذا سيكون حلفا قويا ضد إسرائيل والهيمنة الأمريكية وكل دول الخليج لها علاقات دبلوماسية مع إيران، ولا يوجد في السياسة لفظة الخصام، فهذه سياسة عقيمة جدا، والمؤكد ان أمريكا لا تحبذ تلك العلاقات بين مصر وإيران وإذا حدث أمريكا سيكون لها موقف معادٍ، وأضاف عبدالخالق لابد ان نكون ضد قطع أي علاقات وهناك تبادل ثقافي وسينمائي وفني بيننا وإيران قامت بمبادرات لدعوة الفنانين المصريين لزيارة إيران ولكن حتي الآن لا يوجد أي علاقات فنية من الأساس حتي يتم قطعها. بينما اعتبر الكاتب بشير الديك بيان جبهة الإبداع زائدا لان انتقاد الوضع في إيران انتقاد خاص تجاه مخرج، لكن هذا لا يجعلنا نعترض علي زيارة نجاد، وأضاف: أرحب بإعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع إيران لانها قوة في المنطقة والمفترض ان نكون أصدقاء لها، والموقف يؤكد ان مصر لن تكون صورة من إيران لان الجماعات الإسلامية هم أول ناس في العالم ضد إيران والدليل ان مرسي عندما ذهب الي إيران تحدث عن الشيعة والسنة، الجماعة ينظرون إلي الإيرانيين من ناحية شكلية لكن إيران دولة جارة مهمة استراتيجيا لمصر، إيران قوة استراتيجية مهمة لمصر ولا يجب ان نفقدها من أجل غيرهم، وما يقال عن تورطهم في القضايا السورية الآن فهذا لا يمكن الحكم عليه ولابد ان ندقق ونبحث عن المصلحة الحقيقية لمصر وهي الاقتراب من إيران. وقال المخرج محمد خان: شاركت ضمن الوفد الإيراني وقلت لوزير الثقافة أين الحرية في تحديد إقامة المخرج جعفر باناهي؟ لكني فوجئت بردود فعل غريبة منه فلم يلتفت لما أقوله وهذا دلالة علي انهم دولة تكبت الحريات، وأضاف خان اننا كمصريين لن نقبل بالكبت الإيراني ولكن لا ضرر في التعاملات السياسية بينهم لكن عدم اتباع نفس الطريقة التي يتبعونها مع شعبهم فهذا أمر مرفوض منا كمصريين، ونفي خان أي تخوفات من قبل توطيد العلاقات المصرية الإيرانية ووصفها بالعابرة.