بحثت عنها كثيراً فهى كلمة مشهورة فنيا وشواريعياً، لكن كلما سألت أحداً عنها، نظر لى باستحقار، فعندما سألت بعض الأحبة هل لديكم خرونجات فى بيتكم أو بلدكم كاد يُفتك بى، إلا أن أحدهم تعجب من السؤال، وقال لى: وهل ترانى وجه لذلك سامحك الله، فقلت له: وما معنى الكلمة فى ذهنك؟ فرد: هى كلمة سيئة السمعة، وتشير الى الشخص ناقص الرجولة فدعانى ذلك للبحث أكثر عنها، فإذا بى أجد بداية خيطها فى مسرحية «شاهد ماشفش حاجة» عندما قال عادل امام مبتسما بأن شخصاً قال له «يا خرونج» واستكمل «البيه مش خرونج برضوا» وقد ربط ذلك بمشهد سابق متعلق بالأرانب لأكتشف فى بحثى ان اصل الكلمة هى الخرنق ومع عوامل الزمن صارت «الخرونج» ويقصد بها صغير الأرنب وجمعها خرانق ولأن الأرانب وهى صغيرة تحتاج الى رعاية خاصة كونها تولد عمياء لا فراء لها إضافة الى انها من الحيوانات شديدة الحساسية للأمراض، وللظروف البيئية المحيطة بها فتكون ضعيفة ولا قيمة لها فلذا شبهوا الانسان عديم الفائدة بها فهو ضعيف متساهل فى حياته لا يستطيع أن يتخذ قراراً ولا يحمى نفسه أو صديقه وشديد الحذر وسريع الهرب، وحتى تستزد من المعلومة ولا تختلط عليك الخرنقات فالخرونج ليس دائماً عديم الفائدة فقد كانت هناك شاعرة تسمى الخرنق بنت بدر بن هفان بن مالك البكرية العدنانية وهى من كبيرات شعراء الجاهلية شقيقة طرفة بن العبد من أمه وكذا كان الخرونج اسم لقصر بالعراق بناه النعمان الأكبر وبعد ان قرأت ما سبق فيحق لك أن تهتف وتردد معى خلف أبوالليف «أنا مش خرونج أنا كينج كونج» وتدعو الله أن يبعد عنك «الخرونجات» من البنى آدمين، ويرزقك بخرونقات الأرنبيين، لأن خرنق الأرانب يكبر ويتوالد كثيراً فيصير لصاحبه ثروة عظيمة.