هل الدكتور محمد مرسي المرشح الرئاسي هو نفسه محمد مرسي رئيس الجمهورية؟.. مرسي المرشح الرئاسي طالب بإنهاء حالة الطوارئ وعدم العودة إليها مهما كانت الأسباب.. ولكن لأن شعار الإخوان تحول إلي الطوارئ هي الحل.. سرعان ما وجدنا الرئيس والقائد الإخواني الكبير محمد مرسي يعلن عن حالة الطوارئ وحظر التجول في محافظات القناة الثلاث «بورسعيد والإسماعيلية والسويس»، ولم يكتف الرئيس بإعلان حالة الطوارئ بل راح يهدد باستخدام القوة والشدة والحسم ضد الخارجين علي القانون ومثيري الشغب والمعتدين علي المنشآت الحيوية ومرافق الدولة ومؤسساتها. لقد قال الشعب كلمته في بورسعيد ضد إعلان حالة الطوارئ التي أعلنها رئيس الجمهورية من التاسعة مساء وحتي السادسة صباحاً، وكذلك في السويس والإسماعيلية، خرج الشعب متحدياً ورافضاً وبكل قوة لإعلان الطوارئ وحظر التجول.. خرجت مظاهرة في مدن القناة رافضة قرارات مرسي، فهذه الشعوب الأبية لا يجب أن تعامل بهذه الطريقة.. هذه الشعوب الباسلة التي واجهت العدوان الثلاثي في بورسعيد ونكسة 67 في المدن الثلاث والصمود خلال الفترة من عدوان 1956 حتي نصر أكتوبر 73.. لم تخف لم ترهب لم تجبن هذه الشعوب وخرجت في تحد صارخ ضد إرادة الرئيس وجماعته رافضة التطرف.. لم يرهبهم العدو ويجعلهم ينامون من المغرب، فهل يرهبهم رئيس الدولة الذي لم يقدر صمودهم وبسالتهم في الدفاع عن مدنهم. الرئيس محمد مرسي يستدعي الطوارئ وحظر التجول لأهالي بورسعيد والسويس والإسماعيلية الذين قاوموا الأعداء وحاربوهم ولم يستسلموا لحظة.. فهل هذا هو رد الجميل لهم باعتبارهم خط الدفاع الأول عن مصر.. نعم نرفض البلطجة والعنف ومحاولة الاعتداء واقتحام أقسام الشرطة والتعدي علي مرافق الدولة.. ولكن لا يمكن أن تستمر الحلول الأمنية الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في الوطن.. لأنها قد تؤدي إلي كارثة كما حدث أمام قصر الاتحادية عندما قامت قوات الشرطة بسحل أحد المواطنين علي الأسفلت وجره ومرمطته وخلع ملابسه علي مشهد من العالم وأمام عيون ملايين المواطنين.. المشهد في غاية القسوة والألم مشهد الخزي والعار والإهانة لكل المصريين.. عار علي مؤسسة الرئاسة والحكومة أن يسحل مواطن أمام قصر الاتحادية سواء أجرم أم لم يجرم؟.. فإذا كان مجرماً فلا يجب امتهان كرامته وإهدارها وكان يجب القبض عليه وتحويله إلي النيابة وليس ضربه وإهانته وجره بدون ملابس في الشارع؟.. فما بالك وهذا المواطن البريء لم يذنب وخرج متفرجاً هو وبناته علي ما يحدث أمام الاتحادية.. ثم يجبر علي تغيير أقواله ليدعي أن الشرطة دافعت عنه ولم تضربه وأنقذته من أيدي الخارجين علي القانون الذين جردوه من ملابسه وسحلوه.. فهل هذا هو نتاج إصبع التهديد الذي أشهره «مرسي» في وجوهنا وهو يعلن الطوارئ وحظر التجول؟ الرئيس يستدعي الطوارئ وحظر التجول ويمنح الضبطية القضائية للقوات المسلحة، فهل هذا ما يتمشي مع ما طلبه الرئيس وجماعته برفض هذه الأمور الاستثنائية، مع علمه بأن الضبطية القضائية للعسكريين ستسقط كما سقطت بالضربة القاضية حين تم فرضها أثناء الانتخابات البرلمانية الماضية.. «مرسي» يعلم أن القضاء الإداري رفض إعطاء الضبطية للقوات المسلحة.. فهل يعمل الرئيس ضد الدستور والقانون الذي أقسم علي احترامهما؟.. هل مازال الرئيس محتفظاً بشرعيته كرئيس منتخب، ولكن تسقط الشرعية حين ينتهك القانون وتتم إراقة دماء المصريين تحت سمعه وبصره.. ما الفرق بين الرئيس السابق مبارك الذي حصل علي «تأبيدة» 25 عاماً من السجن المشدد والرئيس محمد مرسي الذي سقط في عهده عشرات الشهداء وآلاف المصابين في مظاهرات محمد محمود الثانية وأمام قصر الاتحادية وفي السويس والإسماعيلية وبورسعيد؟.. لقد أدين مبارك بتهمة الامتناع عن إصدار أوامره بعدم قتل المتظاهرين والحفاظ علي أرواحهم فهل يدان «مرسي» بنفس التهمة لأنه أتي نفس الفعل.. أم إن الأمر أصبح عادياً في زمن الإخوان الذين يهينون الوطن والمواطنين؟.. مبارك ومرسي وجهان لعملة واحدة من الطوارئ وحظر التجول والتعذيب والسحل وإرهاب المواطنين.. لقد تحول الشارع في عهد مرسي إلي سجن أبوغريب وتحولت معسكرات الأمن المركزي إلي أماكن لاحتجاز شباب الثورة واعتقالهم وتعذيبهم وتعريتهم.. فهل هذه هي الديمقراطية الجديدة في عهد مرسي؟ لو عرف الرئيس مرسي تاريخ منطقة القناة ما فرض عليهم حالة الطوارئ، فقد عاشوا الحظر سنوات طويلة لم يهمهم العدو في 56 و67 وقهروه وتصدوا له بشجاعة.. هذه المدن الباسلة كانت ظهيراً للجيش حتي نصر أكتوبر 1973.. لذلك خرج المواطنون رجالاً وسيدات وأطفالاً وشيوخاً متحدين قرار الرئيس بعدم رضاهم، فكان قرار الرئيس الذي رأي حفاظاً علي ماء وجهه تفويضه المحافظين في استمرار أو خفض أو إلغاء حالة الطوارئ.. فهل استوعب الرئيس الدرس وعرف أن أهالي القناة لن ينال منهم أحد لأنهم لن يكونوا كبش فداء لأحد ومستمرون في الحفاظ علي كرامتهم الإنسانية.. قال الشعب كلمته لا للطوارئ لا لحظر التجول لا لرئيس الدولة.. حتي ولو استدعي الجيش حفاظاً علي مقعده لأن القوات المسلحة أعلنت انحيازها للشعب ولن تواجهه بأي حال من الأحوال. المشهد أصبح مخزياً في استمرار الإخوان في السيطرة علي مفاصل الدولة فلا هم لهم إلا السيطرة علي مقاعد الوزراء والمحافظين والمناصب العليا في البلاد.. ماذا فعل الرئيس لمصر بعد 7 شهور من الحكم؟.. ماذا حقق من مبادئ الثورة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية؟.. ماذا فعل لحل مشكلة البطالة؟.. لقد قدم 24 بلاغاً هو ومؤسسة الرئاسة ضد الإعلام والصحافة وهذا لم يحدث في مصر طوال القرن الماضي كله.. ماذا فعل الرئيس من أجل العدالة الاجتماعية وقد سقط طائر النهضة صريعاً قبل أن يحلق؟.. ماذا تحقق من الكرامة الإنسانية والوطن يسحل علي مرأي ومشهد من العالم علي يد جنود الأمن المركزي.. هناك فشل في إدارة الدولة خلال الشهور الماضية وضج الناس من الرئيس وجماعته والثورة بسبب ضياع حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. حججهم مستمرة في إكمال مؤسسات الدولة.. ورغم خروج الدستور إلي النور لم تدر العجلة.. ماذا فعل مرسي للغلابة في الوطن وماذا فعل لحفظ دماء المصريين التي تراق في ميادين مصر؟.. أوقفوا تدهور أحوال البلاد والعباد وابدأوا بتشكيل حكومة إنقاذ وطني وتعديل الدستور وتعيين نائب عام جديد طبقاً للدستور.. كفاكم أخونة الدولة ويسقط يسقط حكم المرشد.