قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن زيارة الرئيس الإيراني "أحمدي نجاد"" لمصر بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثة عقود أثارت حالة من عدم الارتياح بين طوائف الشعب المصري المختلفة وأججت العلاقات بين الإسلاميين. وأوضحت الصحيفة أنه رغم الترحيب الرسمي الدافئ الذي تلاقه الوفد الإيراني، إلا أن هناك خلافا شديدا وغضبا من جانب السلفيين بشأن هذه الزيارة، احتجاجًا على دعم إيران لنظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، فضلًا عن عقود من العداء الطائفي بين الأغلبية الشيعية الحاكمة في البلاد وبين الأقلية السنة. وذكرت الصحيفة أن الرئيس "نجاد" اضطر إلى الفرار من أحد المساجد بوسط العاصمة المصرية "القاهرة" بعد أن القى أحد المحتجين بحذائه في وجه الرئيس الإيراني. وأضافت الصحيفة أن زيارة "نجاد" باتت مثيرة للجدل في مصر، لاسيما بعد أن انتقدت مؤسسة الأزهر الشريف التي تتبع المنهج السني طريقة إيران في التدخل في الشؤون الداخلية للدول السنية وخاصة دولة البحرين. ومن جانبه، قال "أحمد الطيب" شيخ الأزهر إن محاولات نشر الإسلام الشيعي في الدول العربية السنة أمر غير مقبول، داعيًا إلى ضرورة وقف إراقة الدماء في سوريا من خلال وقف إمداد إيران للقوات السورية النظامية بالأسلحة. ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات التي اندلعت ضد "نجاد" توضح الحدود التي يمكن أن تصل إليها العلاقات بين مصر وإيران، خاصة وأن حلفاء الرئيس "محمد مرسي" من السنة يرون الشيعة على أنهم أحد أعدائهم، في الوقت الذي لا تستطيع فيه القاهرة أن تعادي دول الخليج العربي وواشنطن التي تسعى إلى عزل إيران. ومضت الصحيفة تقول "إن زيارة الرئيس الإيراني للقاهرة في حادث هو الأول من نوعه منذ أكثر من ثلاثين عامًا تبرز جهود الرئيس المصري المبذولة لذوبان الجليد وتدفئة العلاقات المتجمدة بين القوتين الإقليميتين في المنطقة."