أنزل الله - عزّ وجلّ - الكتب السماوية وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، فاهتدى كثير من الناس إلى الحق وعرفوا الغاية التي خُلقوا من أجلها وهي عبادة وتوحيد الله، إلا أن قسمًا كبيرًا من البشر أصروا وعاندوا واستكبروا ومنهم قوم نوح - عليه السلام - وقد حكى الله بعضًا من أخبارهم في سورة نوح وهذه بعض من التأملات في سورة نوح: إرسال النبي نوح - عليه السلام - كان لقومه خاصة، قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. إصرار قوم نوح على الكفر والمعصية بالرغم من جميع ما بذله النبي نوح في سبيل هدايتهم إلى طريق الرشاد والحق ولجوئه إلى الكثير من أساليب الدعوة من ترغيب وترهيب، قال تعالى: {وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}. الاستغفار سبب في جلب الرزق والخير، قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}. تذكير النبي نوح - عليه السلام - قومه بعجائب قدرة الله في خلق السماوات والأرض والشمس والقمر، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}.