نحن أمة لا تحترم مبدعيها.. تغتالهم أحياء.. وتتجاهلهم أمواتًا.. المبدعون أنفسهم يعرفون هذا «القانون العربى» القاسى.. يقول نزاز قبانى: «وهل من أمة فى الأرض إلا نحن نغتال القصيدة»؟!.. «سيد درويش» مثال حى على ذلك الاهمال، رغم أنه أعطى هذا الشعب خلاصة روحه وعصارة عمره. «الوفد» التقت مع محمد حسن «سيد درويش» حفيد الموسيقار الخالد فى غرفة متواضعة بأتيليه القاهرة هى مقر جمعية محبى تراث جده، التى تحاول بإمكانيات ضئيلة الحفاظ على أغانيه من النسيان. ما الدور الذى تقوم به جمعية «سيد درويش» لنشر تراثه؟ الجمعية تعلم الشباب غناء أعمال سيد درويش، وتقدم لهم الحفلات سواء فى حجرة هذه الجمعية، أو بإحدي القاعات أو المسارح خاصة فى المناسبات، ولو لم تقم الجمعية بهذا الدور، لضاع تراث سيد درويش، ونسيه الناس، خاصة فى زمن ساد فيه صوت من لا يصلحون للغناء أو حتى إلى الاستماع بسبب فساد ذائقتهم الفنية، هؤلاء أنفسهم هم الذين يصدرون الغناء للجماهير، ويشكلون وجدانه، وأصبحت أجهزة الإعلام بما فيها أجهزة الإعلام الرسمية لا تقدم أعمال رموز الموسيقى والغناء بما ينبغى أن تكون عليه، حتى أصبح من يملك موهبة حقيقية عاجزاً وفريسة الاكتئاب. وما هى أوجه قصور الدولة تجاه الجمعية؟ ما تأخذه الجمعية من الدولة من مستحقات يبلغ 950 جنيهًا فى العام، بينما ايجار المقر 350 جنيهًا فى الشهر، فالجمعية تحتاج إلى رعاية كبيرة من الدولة وأجهزتها، وإذا لم تدعم تراث «سيد درويش» وتقدمه للجماهير التى فى أشد الحاجة إلى الارتواء بأعمال فنان الشعب «سيد درويش» الذى صنع ثورة 1919 بأغانيه، والتى كانت حاضرة بقوة فى ثورة 25 يناير ولا تزال، وعلى رأسها أغنية «قوم يا مصرى» فأعمال جدى هى محرك إبداعى لثورة 19 وثورة 25 يناير أيضًا، وعلى الدولة أن تعيد تقديمها وسط مجمل أعماله التى يحتاج الناس أن يسمعوها، خاصة أن هناك أعمالاً كثيرة لا يعرفها أحد إلى الآن. ما هى أعمال «سيد درويش» التى لم تظهر للنور؟ ما ظهر من أعمال لفنان الشعب لا يتعدى 25٪ من انتاجه الوفير، رغم عمره القصير، فهناك روايات بأكملها لم تظهر ولم يسمعها أحد، تحتفظ الأسرة بنصوص كلماتها، والنوت الموسيقية، لأنغامها، منها «راحت عليك» و«فشر» و«كله من ده» و«الطاحونة الحمراء» و«كليوباترا» و«الهلال» و«الانتخابات» و«لامؤاخذة» و«هدى» و«كلها يومين» و«لسه» و«الهوارى» و«يا عزيزى» وهذه الروايات تتضمن 475 لحنا ل«سيد درويش» لم يسمعها أحد من قبل، وما ظهر من روايات «سيد درويش» الغنائية فقط ثلاث روايات هى «الباروكة» و«العشرة الطيبة» و«شهر زاد». وما هو دور «دار الأوبرا» تحديدًا تجاه أعمال «سيد دوريش»؟ اتمنى أن تنشأ له فرقة باسمه، تقدم على الدوام أعماله، كما تواصل دار الأوبرا تقديم رواياته الغنائية سواء التى ظهرت أو لم تظهر. هل تشعر أسرة سيد دوريش بالضيق من الموسيقار محمد عبدالوهاب الذى نال كامل النجومية بعد رحيل جدك.. خاصة أن والدك حسن درويش صرح لى بهذا قبل رحيله؟ نحن جميعا نحب الموسيقار محمد عبدالوهاب وكل الأجيال التى أتت بعد «سيد درويش» وقدمت أعمالاً جميلة لأنهم جميعا تعلموا فى مدرسة «سيد درويش» وكلهم اعترفوا بفضله، والموسيقار «عبدالوهاب» هو مؤسس جمعية «سيد درويش» فى عهدها الأول. ما رأيك فى الأعمال السينمائية والدرامية التى قدمت «سيد درويش»؟ أظهرت شغفه بالنساء، كأنه أفرغ عمره من أجلهن، والحقيقة أن شغفه كان بالموسيقى، فما ظهر فيها كان مبالغة، ولا يعقل أن ينشغل أحد بالنساء، وينتج هذا الكم الكبير من الأعمال الإبداعية رغم عمره القصير. ما هو حال بيت «سيد دوريش» فى شبرا؟ بخير، فالأسرة كلها تجتمع فيه فى المناسبات خاصة فى شهر رمضان.