سورة الطارق سورة مكية مباركة، والسورة المكية هي السورة التي نزلتْ على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بواسطة الأمين جبريل -عليه السَّلام- في مكةالمكرمة، وهي من سور المفصل، يبلغ عدد آياتها 17 آية. وهي السورة السادسة والثمانون في ترتيب سور المصحف الشريف، فسورة الطارق تقع في الجزء الثلاثين والحزب التاسع والخمسين، وقد نزلتْ سورة الطارق بعد سورة البلد، وتعتبر هذه السورة أيضًا من السور التي لم يذكر فيها لفظ الجلالة، وقد بدأها الله تعالى بأسلوب قسم، حيث أقسم الله تعالى بالسماء والطارق في مطلعها، حيث قال: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. جدير بالذكر إنَّ مقاصد سورة الطارق تتضح بالاطلاع على معاني آياتها، وسورة الطارق من قصار السور فهي تتألف من سبعة عشر آية فقط، وفيما يأتي تقسيم الآيات قسمين وإظهار مقاصد سورة الطارق في كلِّ قسم منهما: مقاصد سورة الطارق من الآية 1 حتَّى 9: يقسم الله تعالى في مطلع سورة الطارق بالسماء، ويقسم بالنجم الطارق الذي يطرق طرقًا وفسَّر أهل العلم كلمة الطارق بنجم يصدر صوت طرقٍ كالمطرقة، والثاقب هو المضيء، أمَّا جواب فهو إنَّ كلَّ نفس خلقها الله منذ بدء البشرية لها ملائكة يحفظون أعمالها كاملة، قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ}. ثمَّ تشرح الآيات خلق الإنسان، الإنسان المخلوق من ماء يخرج من ظهر والده ووالدته، والترائب هي عظام الصدر عند الرجل والمرأة، وإنَّما هذا التذكير تأكيدٌ على مقدرة الله تعالى على البعث والحساب من جديد، قال تعالى: {فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ * يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}. مقاصد سورة الطارق من الآية 10 حتَّى 17: تصف الآيات هنا حال الإنسان يوم تبلى السرائر، ففي تلك اللحظة لن يكون قوة ولن يكون ناصر ومعين، ثمَّ يقسم الله تعالى بالسماء ذات الرجع أي ذات المطر، وبالأرض ذات الصدع أي ذات الشقوق التي ينبت منها النبات، إنَّه هذا القول لا زيف ولا ريب فيه ولا شكَّ، وما هو قول باطل، وإنَّما هذا الوقت هو إمهال للكافرين ليس أكثر، قال تعالى: {فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ * وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا}.