الشبو أو الكريستال أو الآيس أو مخدر أبناء الأكابر تعددت الأسماء والمخدر واحد، ورغم وجود العديد من المواد المخدرة اليوم تنتشر فى شتى بقاع مصر فإن هذا المخدر الذى انتشر بصورة خطيرة جدًا بمحافظات صعيد مصر عامة ومحافظة سوهاج خاصة تفوق خطورته جميع أصناف المواد المخدرة مجتمعة بما فى ذلك الهيروين، كما يرتبط تعاطى هذا المخدر بجرائم الاغتصاب والقتل والانتحار طبقاً لمحاضر رسمية. وقد انتشر مخدر الشبو فى الآونة الأخيرة بمحافظة سوهاج بصورة كبيرة بين الشباب وأصبح فى متناول أيدى الأطفال لسهولة الحصول عليه وتسبب فى تفكك الأسر وحدوث الكثير من الخلافات وعمليات القتل التى تحدث نتيجة غياب العقل. ويعتبر مخدر الشبو أو «الكريستال ميث» من أخطر أنواع المخدرات فهو مخدر ليس طبيعيًا يصنع من مادة (الميثامفيتامين) وهى مادة مكونة من مجموعة من المنشطات شديدة المفعول وسريعة الإدمان، حيث يدمنها الإنسان من أول أو ثانى جرعة وهى تصيب متعاطيها بهلاوس غير طبيعية سمعية وبصرية وقد يقتل الإنسان بمجرد تعاطيه لذا يسمى قاتل الإنسان لما له من آثار خطيرة جدًا. وازدهر استخدامه بشكل كبير فى الحرب العالمية الثانية حين طلبت ألمانيا النازية من عملائها صناعة منشط بكميات كبيرة لتحسين أداء الجنود والجيوش فى الحروب بشكل يمكنهم من هزيمة الأعداء وعرف آنذاك «الكريستال» باسم «المنشط النازى» بعدها ظهر كمنشط يتناوله بعض الرياضيين الخارجين عن القانون لتعزيز نشاطهم إلى أنه تم حظر تداوله عالمياً بعد أبحاث دقيقة أفادت بأنه يدمر الجهاز العصبي. ومن جانبه قال الدكتور فتحى عمر: إن من أعراض مخدر الشبو الجانبية أنه يسبب ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدلات نبض القلب مما يسبب السكتات الدماغية ويجعل متعاطيه أكثر عرضة للموت المفاجئ ويؤدى إلى انهيار الرئة وتصلب الشرايين والضعف الجنسى وتدمير الأوعية الدموية وتدمير جهاز المناعة مما يؤدى إلى الإصابة بالإيدز. وأضاف الدكتور مختار صبرى بجامعة الأزهر، أن الشباب المصرى ما زال على موعد مع الموت، حيث لم نكد نلتقط أنفاسنا من الترامادول والتامول حتى أطل علينا مخدر جديد بوجهه القبيح وأنفاسه القاتلة يسمى «الشبو أو التلج أو الكريستال» كلها أسماء للشيطان الجديد. وأوضح «صبرى» أن الشبو مخدر ومدمر للجهاز العصبى المركزى وخلايا المخ بالأساس فى فترة وجيزة ويحدث إدمانه خلال 72 أو 96 ساعة ليس أكثر وتتمثل أعراضه فى عدم النوم لفترات طويلة واتساع بؤبؤ العين ونقص الوزن الملحوظ وإحساس بالخدر أو التنميل فى الجسم وحركات لا إرادية بعضلات الوجه واضطراب ضربات القلب بشكل مفاجئ وزيادة ضغط الدم الشريانى الأساسى «نزيف بشرايين المخ» وبارانويا الشك والريبة ورؤية هلاوس وأصوات وأشياء غير مسموعة وغير مرئية وعدوانية شديدة فى التعامل قد يصل للقتل وانهيار كامل للجهاز العصبى المركزى والانتحار فى المرحلة الأخيرة. جرائم بشعة لمتعاطى «الشبو» سجلتها الأجهزة الأمنية بسوهاج فى يناير 2017 أقدم عامل فى العقد الرابع من العمر على الانتحار بمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج وكشفت التحريات عن أن المنتحر كان من متعاطى مخدر الشبو وأنفق ثروته على شراء هذا المخدر خلال عامين وأصيب بحالة هياج عصبى متواصلة نتيجة الأعراض الانسحابية فقرر الانتحار. وفى شهر يناير من عام 2021 الجارى أقدم شاب على سرقة توك توك من والده بجرجا جنوب محافظة سوهاج الذى كان بالنسبة لوالده مصدر الرزق الوحيد وقام الشاب ببيعه بمبلغ 2000 جنيه لشراء الشبو وبعد البحث والتنقيب اكتشف الأب أن نجله وراء عملية السرقة. وفى شهر مارس الجارى قتل شاب مدمن طفلة فى الرابعة من عمرها تقيم بناحية العصارة بقرية برديس دائرة مركز شرطة البلينا من أجل سرقة قرطها الذهبى وأفادت تحريات المباحث الجنائية بأن الجانى كان يعانى هلاوس سمعية وبصرية وهياجاً عصبياً مستمراً نتيجة إدمان مخدر «الشبو». وناشد أهالى محافظة سوهاج الأجهزة الأمنية بالمحافظة تكثيف الحملات والرقابة لضبط تجار ذلك المخدر الذى بدأ فى الانتشار بصورة كبيرة وما زال مستمراً فى حصد أروح الشباب وكذلك الضرب بيد من حديد على يد كافة تجار ومروجى المواد المخدرة بنطاق المحافظة.