قد كان لغالبيّة سور القرآن الكريم سببٌ ما لنزولها، لكن بالنسبة لسورة القارعة فلم يرد في الكتب المعنيّة بأسباب نزول السور؛ ككتاب أسباب النزول للواحديّ وكتاب لباب النقول في أسباب النزول للسيوطيّ وغيرها من كتب أسباب النزول أو كتب التفسير أو الحديث ما يتحدّث عن سببٍ واضحٍ لنزول سورة القارعة. ولكن بعضهم ربط سورة القارعة بما ورد في السورة السّابقة لها في الترتيب القرآنيّ؛ فقد جاءت سورة العاديات والتي ختمت بذكر يوم القيامة وبعث النّاس من جديد بقوله تعالى: {أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى 0لْقُبُورِ}. فجاءت بعدها سورة القارعة مفسّرةً ومبيّنةً لشكل الحياة ما بعد البعث ومفسّرةً أحوال الناس يوم القيامة. وكان محور آياتها يدور حول الحديث عن أمارات الساعة كنسف الجبال فتبدو حينها ك الصوف المنفوش، وأحوال النّاس وانبعاثهم من قبورهم كالفراش المتطاير، ثمّ بيّنت مصيرهم في الآخرة؛ حيث يكون النّاس يوم القيامة فئتين، فمَن عمل خيرًا سيجزى بما قدّم وتكون موازين أعماله في الآخرة ثقيلة ويعيش في الآخرة راضيًا، ومَن عمل شرّا سيعاقب ويحاسب على ما اقترفته يداه وتكون موازين أعماله خفيفة وتكون عيشته في نار جهنّم خالدًا فيها أبدًا.