لقد اطلعت علي مقترحات السيد وزير البترول، وما أعلنه سيادته في التليفزيون المصري في حديثه عن أزمة البنزين، وليسمح لي السيد الوزير القول إنني أختلف معه جذرياً حيث إن تحويل سيارات الركوب البنزين إلي استعمال الغاز هي عملية من الصعب أو المستحيل تنفيذها في نطاق واسع.. فهي تحتاج إلي استثمارات ضخمة لإنشاء سلسلة من محطات التموين بالغاز بجانب أن لها مواصفات معينة، خاصة بأماكن إقامتها، ولم نلتزم بها في مصر، وتتعدي الاستثمارات اللازمة لذلك عدة مليارات من الجنيهات علي مستوي الدولة، لا يسهل إتاحتها في الوقت الحالي، وحتي مع العدد البسيط نسبياً من السيارات التاكسي التي تعمل بالغاز حالياً.. فإننا نري طوابير أمام محطات الغاز ويشكو أصحاب التاكسي من الوقت الضائع في الانتظار.. الذي يصل أحياناً لساعات طويلة. ومن جهة أخري فإننا نعاني أيضاً من نقص الغاز.. حتي أننا نستورد الغاز حالياً كما أعلن، رغم أننا نصدر في نفس الوقت، ولهذا فإنني اقترح وسيلة أخري للتخفيف من الأزمة لحين إيجاد حلول جذرية لها قد تستغرق بعض الوقت. لقد أصبح سيارات الركوب الكهربائية التي تسير ببطارية كهربائية أمراً واقعاً وبدأ انتشارها في دول كثيرة لمحاربة التلوث في المدن، وتقوم حالياً أغلب شركات السيارات العالمية بإنتاج هذه السيارات وتم فعلاً عرض بعضها في معارض السيارات في مصر. وبالتالي علينا أن نشجع استيراد هذا النوع من السيارات وتخفيض الجمارك والضرائب عليها حتي يتم الإقبال عليها ويصبح سعرها منافساً لسيارات البنزين، وينطبق ذلك أيضاً علي أتوبيسات النقل العام داخل المدن حيث لجأت الكثير من الدول إلي استخدام المحركات الكهربائية بدلاً من الوقود حفاظاً علي البيئة وتوفيراً للوقود وليكن هذا في مرحلة تالية. ويجب دعوة شركات السيارات التي تعمل في مصر حالياً علي تجميع هذه السيارات وتصنيعها مستقبلاً وإعطائها الحوافز اللازمة لتشجيعها علي ذلك وبجانب هذا يجب الإسراع لحل مشكلة المرور، حيث إن الوقت الضائع وهبوط متوسط السرعة داخل المدن الكبيرة والقاهرة والإسكندرية إلي حوالي 15 كيلو متراً في الساعة علي الطرق والمحاور الرئيسية يسبب إهدار نسبة كبيرة من البنزين قد تتعدي أو تزيد عن ال 25٪ من المفروض استهلاكه في نفس المسافات. وليس هناك حالياً أي حلول لهذه المشكلة سوي الإسراع بإنشاء الجراجات تحت الأرض في كافة الميادين المتاحة لتحرير الشوارع التي تحولت إلي جراجات - جراج التحرير مضي عليه أكثر من 15 عاماً تحت الإنشاء - وبجانب ذلك يجب تحسين وزيادة وسائل النقل العام وبصفة خاصة مترو الأنفاق الذي تأخرنا كثيراً في إدخاله ويجب التوسع في إنشاء خطوط جديدة له.. كما أنه من المهم ربط المدن الصناعية الجديدة مثل 6 أكتوبر أو العاشر من رمضان وغيرها بسكك حديدية حديثة تخفيفاً للحركة من هذه المدن والقاهرة.. بالإضافة إلي توصيات أخري كثيرة سبق دراستها محلياً وبالاستعانة بخبرة دول خارجية مثل اليابان وغيرها.. ولكنها بقيت في الأدراج حتي الآن.