رأت وكالة "رويترز" الإخبارية أن المعارضة السورية في حاجة ماسة إلى حكومة انتقالية في الوقت الذي أصبحت فيه مصداقية قادة المعارضة على المحك، لاسيما مع انزلاق البلاد بشكل أعمق في حرب أهلية أكلت الأخضر واليابس. وقالت الوكالة إن قادة المعارضة أطلقوا أمس السبت للمرة الثانية محاولة جلية تهدف إلى تشكيل حكومة انتقالية، مشيرة إلى أن اتفاق جبهة الائتلاف الوطني السوري، وهي جماعة تضم فصائل المعارضة المختلفة في سوريا، خطوة جيدة قد تساعد على مواجهة المخاوف الدولية بشأن خطر تفكك سوريا على أسس عرقية وطائفية في مرحلة ما بعد سقوط الرئيس السوري "بشار الأسد". ولفتت الوكالة إلى أن الفشل الذي أصاب المحادثات التي عقدت في إسطنبول قد يسلط الضوء على الانقسامات الناشبة بين صفوف المعارضة وداخل نسيج الائتلاف الذي تم تشكيله وسط دعم غربي وخليجي منذ شهرين، بل والأسوأ أن عدم الاتفاق قد يقوض هذا الدعم. ومن جانبه، قال "كمال اللبوني" أحد قادة المعارضة وعضو في الإئتلاف "إن التحالف بحاجة إلى تعين رئيس وزراء جديد للحفاظ على مصداقية الكيان كبديل ديمقراطي مؤقت لأربعة عقود مليئة بالفساد والاستبداد من حكم عائلة "الأسد". وأضاف "اللبوني" أن الائتلاف بمثابة هيئة تشريعية والتي بدورها في حاجة إلى سلطة تنفيذية، مؤكدا أن هناك العديد من الأخطاء والشعب الذي من المفترض أننا نمثله يشعر الآن بالتهميش. وأوضحت الوكالة أن فكرة انهيار الدولة يعني تدخل قوى متنافسة في المنطقة حيث الصدع بين السنة والشيعة يزداد ويتفاقم بشكل كبير منذ أن بدأت ثورات الربيع العربي في تونس وصعد نجم الإسلام السياسي في تلك البلدان. وانتهت الوكالة لتقول أن التحالف الوطني السوري إذا لم يستطيع أن يتحكم بقوة في وحدة الشعب ويحكم قبضته على نسيج البلاد، فإن مصير سوريا سيؤول إلى ما وصلت إليه السودان.