رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن فشل المعارضة السورية في الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية لإدارة المناطق التي يسيطر عليها الثوار والجيش السوري الحر يصب في صالح الرئيس السوري "بشار الأسد" ويوجه ضربة جديدة لجهودها الرامية إلى تقديم بديل ذي مصداقية لحكم عائلة "الأسد". وقال الائتلاف الوطني السوري في بيان له اليوم الاثنين إنه سيتم تشكيل لجنة من خمسة أعضاء من شأنها أن تضع مقترحات حول تشكيل الحكومة الانتقالية في غضون عشرة أيام، وذلك بعد انتهاء المحادثات التي جرت في العاصمة التركية "إسطنبول" دون الاتفاق على رئيس وزراء مؤقت. وأوضحت الصحيفة أن فكرة تشكيل حكومة مؤقتة يُنظر إليها على أنها تهديد لبعض أعضاء الائتلاف السوري وخاصة جماعة الإخوان المسلمين التي ستخسر نفوذها إذا تم انتخاب هيئة تنفيذية مصغرة. ولفتت الصحيفة إلى أن محادثات "إسطنبول" التي تُعد محاولة المعارضة الثانية لتشكيل حكومة أبرزت مدى الانقسام الناشب بين صفوف الائتلاف وخطر تقويض الدعم الغربي والإقليمي إلى جبهة منقسمة على نفسها، ومن المفترض أنها تمثل الشعب السوري. فالصراع على السلطة داخل الائتلاف المكون من 70 عضوًا قوض الجهود المبذولة للاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية، منذرة بانزلاق سوريا نحو المزيد من الصراع الطائفي بين الأغلبية السنية والعلوية الأقلية الحاكمة، وهو ما يصب في النهاية في صالح نظام "الأسد" القائم ويطيل من بقائه في السلطة. وقال أحد قادة المعارضة السورية: إن عدم الاتفاق ضربة مدوية للثورة التي قامت ضد نظام "الأسد". وقال الائتلاف، الذي يسيطر عليه الإسلاميون وحلفاؤهم، في بيانه: "إن اللجنة المشكلة من خمسة أعضاء ستكون مهمتها التشاور مع قوات المعارضة والجيش السوري الحر والدول الصديقة التي تدعم وتمول الثوار والثورة."