ما أكثر المفاجآت التي صاحبت الإعلان، قبل بضعة أيام عن كل من الترشيحات لجوائز الأوسكار وأسماء من وقع عليهم الاختيار للفوز بجوائز الكرة الذهبية.. ففي حين جاءت الترشيحات لجائزة أوسكار أفضل فيلم مطابقة لأغلب التوقعات.. كانت الترشيحات لجائزة أوسكار أفضل مخرج أو مخرجة - وعددها خمس فقط - علي النقيض تماماً مما كان متوقعاً. فمخرجو أربعة من الأفلام التسعة المرشحة لجائزة أوسكار أفضل فيلم لم يأت ذكر لأسمائهم ضمن المرشحين الخمسة لجائزة الأوسكار.. والحق أنه كان لغياب أسمائهم وقع الصاعقة علي المتابعين لمسيرة أوسكار.. لماذا؟ لأن من بينهم «كاترين بيجلو» أول امرأة تفوز هي وفيلمها «خزينة الإيلام» بجائزتي أوسكار أفضل مخرج، وفيلم.. وقد كان متوقعاً وقد رشح فيلمها الجديد «بعد منتصف الليل بثلاثين دقيقة» أن ترشح بدورها الأمر الذي لم يحدث، وكذلك الحال بالنسبة لكل من «توم هوبر» و«كوينتين تارانتينو»، فالأول له فيلم «البؤساء» بين الأفلام المرشحة لجائزة أوسكار، وقد سبق له الفوز هو وفيلمه «خطاب الملك» بجائزتي أوسكار أفضل فيلم ومخرج. والثاني مرشح فيلمه الجديد «تحرير جانجو» لتلك الجائزة وقد سبق لفيلمه «أدب هابط» الفوز بسعفة كان الذهبية والكرة الذهبية، وغير ذلك كثير، ومما هو جدير بالذكر هنا أن ترشيح الفيلم دون مخرجه للأوسكار مؤداه قيام مفارقة غاية في الغرابة، في حال فوز الفيلم، وفي نفس الوقت، فوز مخرج فيلم آخر لم يكن مرشحاً أصلاً لأية جائزة، أو كان مرشحاً ورؤي أنه غير جدير بها. فالفيلم، إياً كان، ينسب أساساً إلي مخرجه، بحكم أنه المسئول أولاً وأخيراً، عن كل كبيرة، أو صغيرة فيه، وتبعاً لذلك ففوزه يعني فوز مخرجه وجوباً، بحكم منطق الأشياء، إذ لولاه لما كان ثمة فيلم، ولما توج بجائزة أو تكريم. ومثلما لا يتصور فوز فيلم دون مخرجه، لا يتصور فوز مخرج، دون فيلمه، إذ عن أي شيء يفوز، إذا كان قد حسم الأمر بأن فيلمه لم يرق إلي مستوي فني يؤهله للفوز بجائزة الأوسكار؟ وذلك الخلل ربما يرجع إلي ارتفاع عدد الأفلام المرشحة من خمسة إلي تسعة ترشيحات، دون الارتفاع بعدد ترشيحات المخرجين، علي هذا النحو ليكون تسعة بدلاً من خمسة ترشيحات، كما هو عليه الحال الآن.. ومن هنا ظهور مفارقة ترشيح أفلام لجائزة أوسكار دون مخرجها. وعلي كل، فالقدر المتيقن، أن المنافسة أصبحت منحصرة بين المخرجين الخمسة المرشحين مع أفلامهم لجائزتي أوسكار أفضل فيلم ومخرج معاً.. وفي مقدمتهم يقف «ستيفن سبيلبرج» بفيلمه «لينكولن»، و«انج لي» بفيلمه «حياة بي»، و«مايكل هانكي» بفيلمه «حب». وأرجح الظن، أن الفائز بجائزتي أفضل فيلم ومخرج، ليلة الرابع والعشرين من فبراير القادم، هو «لينكولن» وصاحبه «سبيلبرج»، خاصة بعد عدم فوزه هو وفيلمه بجائزتي الكرة الذهبية قبل بضعة أيام، وفوزه بهما بدلاً منه «بن افليك» وفيلمه «أرجو» رغم أنه لا وجه للمقارنة بين «لينكولن» و«أرجو». إذ من العبث المقارنة بين فيلم تاريخي بامتياز يعرض للحظة تاريخية في بناء الأمة الأمريكية، لحظة انتهت بها متحررة من وصمة عار في دستورها، وصمة نظام العبيد.. وفيلم حركة ومغامرات لا هدف منه سوي الدعاية ضد نظام الملالي في إيران، وتمجيد أفعال المخابرات المركزية الأمريكية.. وفيما يبدو أنه محاولة لتصحيح ذلك الخطأ الجسيم، دعوتهم للرئيس الأمريكي الأسبق «بيل كلينتون» إلي حفل توزيع جوائز الكرات الذهبية، حيث أشاد ب «لينكولن» وصاحبه، فيما يشبه الاعتذار!