مع اقتراب يوم 26 يناير الجاري موعد النطق بالحكم في قضية مجزرة ستاد بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 72 شهيداً، اشتعلت الأجواء بين رابطة مشجعي نادي المصري البورسعيدي «جرين إيجلز» من ناحية، وألتراس أهلاوي وأسر الشهداء من ناحية أخري، وسط حالة من الترقب من الشارع المصري. وسيطر القلق علي أسر الشهداء خوفاً من «تسييس» القضية، وأن تأتي الأحكام غير مغلظة مما ينذر بعواقب وخيمة تهدد عودة الدوري الممتاز في فبراير المقبل، ويلهب الأجواء في الشارع لتصدق مقولة إن السياسة إذا دخلت في شيء أفسدته. الخوف من أن يكون الحكم «سياسياً» كشف عنه البلاغ الغريب الذي تلقاه المستشار طلعت عبدالله النائب العام ونشر ب «الوفد» من أحمد يحيي المحامي منسق ائتلاف خريجي الحقوق والشريعة، وحمل رقم «138» لسنة 2013 ضد المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري السابق، والمستشارين صبحي عبدالمجيد رئيس محكمة جنايات بورسعيد، وطارق جاد المولي، ومحمد عبدالكريم عضوي المحكمة، يتهمهم فيه بعقد اجتماع بمنزل المشير للضغط علي هيئة المحكمة والتنسيق للحكم بالبراءة لعدم إدانة المجلس العسكري خلال توليه الحكم أثناء وقوع أحداث بورسعيد. وزادت هذه التسريبات الموقف سخونة قبل الحكم رغم أن المشهد يوم الحكم في المجزرة لن يكون عادياً، فالجميع متأهبون بعد إعلان ألتراس المصري حضوره الجلسة في مواجهة ألتراس أهلاوي، وربما لا يمكن السيطرة علي الطرفين مع دخول السياسة في القضية، وتتطور الأمور إلي بحور جديدة من الدم وحرب شوارع بين الطرفين، خصوصاً أن الأحكام المغلظة لن ترضي بورسعيد، والخفيفة لن تعجب أسر الشهداء وألتراس أهلاوي. وكان مشجعو المصري قد طلبوا نقل المحاكمات إلي بورسعيد بدعوي أن المجزرة كانت في المحافظة الباسلة والمتهمين منها وليس من المعقول الحكم عليهم في القاهرة. وأكد المهندس عصام عبدالباري، والد الشهيد مصطفي، أنه يتوقع وجود أفراد مدججين بالسلاح مندسين بين الطرفين مما سيشعل الموقف إلي حد لا يمكن تصوره بعد التسريبات التي صدرت عن عدم وجود أدلة دامغة ضد المتهمين والحكم بالبراءة. وقال والد الشهيد: نحن نطالب القضاء في حالتنا ألا يكون الشك في مصلحة المتهم لأن الأحكام المخففة في حكم الدرجة الأولي ستنذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها». وأضاف: «إذا حكم القاضي علي المتهمين بأحكام خفيفة في الدرجة الأولي فما بالنا بالاستئناف علي الحكم قد نجد الجميع براءة وأسر الشهداء هم المتهمين.. أثق في عدالة القضاء المصري وأنه سيقتص لأبنائنا». وأشار إلي أن الجميع يتغني بنبرة التعويض المادي لنا رغم أنه لن يعوضنا عن أبنائنا قائلاً: «خدوا فلوسنا وهاتوا ولادنا إذا كان ذلك يريحكم».