عندما تنظر إلى مشواره الفني تجده ممتلئًا بأعمال تركت بصمة في قلب وعقل المشاهد فهو الولد الشقي في مسلسل «البخيل وأنا» والمكافح في مسلسل «صاحبك من بختك» والشاب الجامعى في فيلم «البيه البواب» ثم تمرد على حصار المخرجين له في تلك الأدوار وقدم الإنسان السادي في «أوراق مصرية» والصعيدي في «المصراوية» وحصل على 12 جائزة تمثيل عن دوره في مسلسل «دموع في حضن الجبل»، عن أسباب ابتعاده عن الدراما وآخر أعماله المسرحية «الكوتش»، حيث يجسد شخصية «زيكو» لاعب الكرة الطموح الذي يسعى نحو الشهرة حتى يصل إلى مصادر الثراء كان لنا هذا الحوار مع الفنان وائل نور: في البداية كيف جاء ترشيحك لمسرحية «الكوتش»؟ - جاء ترشيحى عن طريق المخرج جلال الشرقاوى حين استدعانى إلى مكتبه وطلب منى قراءة الرواية دون أن يقول لى أي كلمة وبعد انتهائى من قراءتها طلبت منه أن اشترك فيها فهى مسرحية سياسية استعراضية تعكس حال المجتمع المصري، والنتيجة التي وصلنا إليها وذلك يعد العمل الرابع مع المخرج جلال الشرقاوى فالعمل الأول كان في مسرحية «تتجوزينى يا عسل» ثم «قصة الحى الغربى» و«الجنزير» وأخيرًا «الكوتش» فثقتى به بلا حدود. ألم تتردد من تقديم عمل مسرحى في هذه الفترة المليئة بالاضطرابات السياسية والدينية؟ - نحن نقدم عملًا يقول كلمة مرتبطة بالأحداث الجارية والعام الماضى قدمت مسرحية «بدلة سموكن» وكانت الظروف متشابهة إلى حد كبير من اضطرابات واعتصامات فهناك من يعتصم في الشارع وأنا هنا اعتبر نفسى معتصما لمدة 3 ساعات أقول فيها ما أريده، فأنا اخترت العمل عن وعى ودون خوف والتيار الإسلامي موجود من زمان فيجب تقبل الرأى الآخر. قمت بتقديم مسرحية «بدلة سموكن» العام الماضى فما الفرق بينها وبين مسرحية «الكوتش»؟ - الفرق بين «الكوتش» و«بدلة سموكن» أن هذه كانت قبل 25 يناير وتلك بعد 25 يناير فلولا هذه ما كانت تلك موجودة. كيف ترى تقبل الجمهور للفنان طلعت زكريا، خاصة وأنه كان على رأس القائمة السوداء؟ - طلعت صديق كفاح ولنا ذكريات كثيرة مع بعض وله مكانة كبيرة في قلبى من أيام المعهد فإذا كان أخطأ فهو اعتذر، ومن منا ليس خطاء فكلنا خطاءون فيجب أن نسامح حتى تدور عجلة الإنتاج. ابتعادك عن الدراما فجأة يمثل علامات استفهام؟ - ابتعدت عن الدراما بإرادتى لأننى احترم المشاهد، فابتعدت عن الأعمال التي بها لهو وليست ذات قيمة، ولا أدعى تلك المكانة التي حصلت عليها في قلوب المشاهدين، ولكنى أحمد الله الذي أدخلنى قلوبهم، فجلست في منزلى، وذلك الأمر لم يكن سهلًا ولكن كان يحتاج إلى إرادة والعروض التي أصبحت تقدم لى بدأت تقل فأصبحت اعتذر عن الأعمال القليلة التي تقدم، ومع ذلك فأنا اعتقد أن الفرص التي حصلت عليها لم يحصل عليها أحد من جيلى، فأنا قدمت شخصيات كثيرة مختلفة لأنى مشخصاتى وأهوى التمرد على الأدوار والخروج من حصار الولد الشقى. كيف ترى مستقبل الدراما في مصر؟ - لا تسألنى عن الدراما لأننا نمر بظروف صعبة فإذا أردت سؤالى فاسألنى عن السياحة أو الأمن سوف أجاوب مثل الدراما. كيف ودعت عام 2012؟ وكيف استقبلت 2013؟ - ودعت 2012 بكل الأحداث السيئة التي حدثت بها بالرغم من أن هذه الأحداث هي التي جعلتنا نستمر إلى الأمام وأنا أرسل رسالة إلى أمهات الشهداء وأقول: إن أبنائى أصبحوا في المكان الأفضل ونحن في المكان الأسوأ واستقبلت العام الجديد بكل طاقة وحماس واحباطاتى التي خرجت بها من 2012 فأنا أشعر بأن القادم سوف يكون باب خير ورزق على البلد فيجب استقبالها بابتسامة حلوة. مصر رايحة فين؟ - مصر رايحة للخير، ولا يوجد خيار آخر، لأن الحل الثاني صعب فالانشقاق أصبح مع أقرب الشخصيات إليك بل من الممكن أن تختلف مع الشخص الذي كنت تصلى بجواره في المسجد فأنا حزين على ما يحدث مثل أي مواطن فأصبحنا ننزل من بيوتنا لظروف لقمة العيش والجميع في حالة إحباط.