بعد الرواج الذي شهدته سوق الدراما السينمائية والتليفزيونية خلال الفترة الأخيرة, برز سؤال مهم يقول متي يعود المسرح المصري للازدهار والاستفادة من مناخ الحرية الذي ساد مصر بعد الثورة. الأهرام المسائي في هذا التقرير يبحث عن إجابة لهذا التساؤل بين صناع المسرح. في البداية يقول فيصل ندا: المسرح يحتاج إلي جمهور, وفي ظل الحالة الأمنية التي نعيشها من الصعب جدا إيجاد هذا الجمهور لأن الناس أصبحت لا تشعر بالأمان ولهذا أقولها بكل صراحة, المسرح مات ولن يعود إلا بعد استقرار مصر وعودة الأمن مرة أخري, وأعتقد أن كاتب المسرح نفسه لا يعرف ماذا يكتب لأنه لا يعرف كيف ستستقبل الجهات الرقابية عمله ولا يعرف كذلك أي جهة رقابية هي المسئولة عنه, هل هي الرقابة أم الاخوان أم السلفيون وكيف لي وأنا صاحب مسرح فيصل ندا بقصر العيني الإقدام علي عمل مسرحية وأنا متأكد أن الجمهور لن يأتي إلي المسرح من الأساس. ويقول المخرج المسرحي أحمد عبد الحليم المسرح علي الأخص يحتاج انتاجا ضخما من ديكور وملابس وإضاءة وغير ذلك وعلي رأس التكلفة إيجار المسرح والذي يأخذ الجزء الأكبر من التكلفة وهذا كله يحتاج ضمانات كافية يراها المنتج أمام عينيه ليضمن استرداد أمواله التي أنفقها, ولا أظن أن مسرحا به600 كرسي قد يجد جمهورا خاصة ونحن مازلنا نعيش حالة من عدم الاستقرار ولكني أحيي تجربة الفنان جلال الشرقاوي الذي يجري الآن بروفات مسرحيته الكوتش وأظن ذلك قد يشجع بعض المسرحيين علي التفكير في الإقدام علي انتاج مسرحي وأتمني أن تنجح تجربته وأن تكون بداية طيبة لعودة المسرح الذي افتقدناه كثيرا. ويصف الكاتب المسرحي مجدي الإبياري إقدام جلال الشرقاوي لعمل مسرحية الكوتش بمثابة قبلة الحياة لجسد ميت وقد أقدم علي ذلك لأنه يمتلك مسرحا ولن يدفع إيجارا وسوف يخرج هو العمل وأتي بأبطال قد يكون اتفق معهم علي أخذ نسبة من الإيراد كل ليلة وبذلك يكون قد أنتج عملا مسرحيا بدون تكلفة عالية وأنا أحييه وأحيي إقدامه علي تجربة مهمة وسط ظروف أمنية خطيرة خاصة ونحن نعلم أن المسرح ينتهي في الثالثة فجرا ومن الصعب جدا خروج أسرة مصرية من بيتها في مثل هذا التوقيت وأعتبر هذا تحديا للظروف وأضاف الابياري: أتمني أن تعود مسارحنا إلي سابق عهدها قريبا فالمسرح أبو الفنون كما أتمني أن تلقي تجربته نجاحا كبيرا يشجعنا جميعا للإقدام علي هذه الخطوة المهمة. وأكد الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني أن المسرح في حالة ركود منذ فترة طويلة بسبب التليفزيون الذي خلق حالة من الإشباع للمشاهد الذي أصبح يري كل ما يريد من سينما أو مسرح أو دراما تليفزيونية علي شاشته فأصاب الجمهور بحالة من الكسل ساعد فيها الزحام الشديد في المواصلات الذي أفقد الناس الخروج من البيت إلا للضرورة ويضاف لذلك ابتعاد هذا المسرح بالذات عن القضايا السياسية والمجتمعية التي تهم الجمهور المصري واعتماده علي جمهور العرب. وأضاف السلاموني لدينا مخزون كبير من الكتابات المسرحية وكنت مشرفا علي سلسلة نصوص مسرحية وكل ما نتمناه عودة المسرح لسابق عهده لأن القضايا التي يجب أن يتناولها المسرح كثيرة وتنتظر الانتاج الجريء.