(هاتكتب دستور جديد),( تذكرة التحرير),( مافيش حاجة تضحك) أعمال مسرحية تم إعدادها علي عجل للتعبير عن ثورة25 يناير, فالمسرحيون سواء كانوا(كتابا ومخرجين أوممثلين وفنيين) تولدت لديهم رغبة في التعبير بطريقتهم عن الثورة, للإدلاء بدلوهم بما يجري من أحداث دعما لها وتأكيدا لفكرة أن الفن لا يقل دوره عن باقي الأدوار الراغبة في الاصلاح ومحاربة الفساد والتغيير للأفضل من خلال ماتصوروا أنه( مسرح سياسي) .. حول هذه القضية تحدث عدد من النقاد والمعنيين بأدوار المسرح يقول المخرج المسرحي سمير العصفوري أن المسرح السياسي من الممكن أن يوجد تحت أي ظرف كما حدث في باريس فالظروف الصعبة لا تمنع وجوده وقد كان وجودا بالفعل سنة56 رغم ضرب القاهرة وحظر التجول وقدم المسرح القومي بعض العروض والمسرحيات المهمة مثل إيزيس لتوفيق الحكيم فالظرف نفسه اوجد المسرح المناسب. وقال إنه ظهرت بعض العروض تزامنا الثورة وكان هذا هو مسرح اللحظة الحرجة وقدم مجموعة من العروض البسيطة السهلة التي خدمت الموقف ولكن في الوقت ذاته جاءت بعض هذه الأعمال صورة مصغرة للحدث الكبير وهذا الحدث لا يمكن وصفه في صورة مصغرة.. الحدث كان حتي أكبر من أن تعبر عنه السينما.. وأستكمل العصفوري.. المسرح لابد وأن يأخذ وقته لانتاج أعمال جديرة بهذا الحدث العظيم. يقول الكاتب المسرحي فيصل ندا مايحدث نفاق للثورة.. فلا أتصور أن يكتب عمل عن الثورة رغم أن معالمها النهائية لم تتضح.. فما نراه علي خشبة المسرح ماهي إلا اجتهادات شخصية وتعبير سطحي عن الأحداث.. المسرح السياسي لابد وأن يكون مدروسا يكتب بعناية شديدة وبعد استقرار الأحوال وبعد أن نعرف أين وقفت الثورة فما كتب ماهو إلا تفاعلات الهدف منها استدراج جمهور المسرح ولا أظنها أعمالا سوف يذكرها التاريخ أو يتوقف عندها كثيرا ولكنها فقاعات صابون تنتهي بانتهاء عرضها علي المسرح. ويستطرد قائلا ان هذه المسرحيات التي كتبت لتعبر عن الثورة كانت محاولة فاشلة لجذب الجمهور أو إحياء المسرح ولم تجد أي استجابة جماهيرية. ويري الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني أن الظرف التاريخي يستدعي عروضا سريعة تواكب الحدث رغم أنها تكون بالعمق المطلوب لأن الكاتب المسرحي لكي يكتب بعمق عليه الانتظار فترة من الزمن تطول أو تقصر بحسب الحدث واستكمل السلاموني ماكتب مسرحيا لم تكن عروضا درامية كاملة وإنما جاءت في إطار المناسبة والابتهاج والتحريض وفي إطار الاستفسار بما تم من إنجازات لتلك الثورة. كما أكد السلاموني أن الوقت قد حان لكتابة المسرح السياسي فلم يعد هناك مايمنع كتاب المسرح من الكتابة بحرية ليعبروا عن أفكارهم بدون رقابة أو ضغوط بعد أن كانت الفترة الماضية مليئة بالمصادرات والتحذيرات التعسفية لمنع الأعمال السياسية. ويقول الناقد حسين حمودة ان الديمقراطية شرط لوجود مسرح حقيقي ويمكن للكتاب الذين يكتبون مسرحية كما يشاءون ولكن عرض هذه المسرحيات يحتاج لمناخ فيه ديمقراطية ويتسع فيه هامش الحرية.. وأضاف حمودة أتصور أننا الان نشهد مساحة من الحرية تسمح بوجود مسرح سياسي لأننا أصبحنا نعرف معني التعدد الذي هو سمة من سمات مجتمعنا ومن سمات حياتنا السياسية الآن وهنا يجب أن تتسع تجربة المسرح وأن تتسع لكل الآراء والتصورات والانتماءات.. واستكمل حمودة لا أستطيع الحكم علي ماقدم من مسرحيات عن الثورة ولكن اتصور أن كل عمل مسرحي مادام عملا فنيا حقيقيا يمكنه أن يسهم في الوصول الي إدراك أعمق لحياتنا الجديدة.