رأت صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية أن الخطاب المثير للجدل الذي ألقاه الرئيس السوري "بشار الأسد" الأحد أمام حشود من مؤيديه يطيح بآمال إنهاء الأزمة السورية بشكل فوري، لاسيما بعد تعهده باستمرار القتال ضد من وصفهم بالإرهابيين والمجرمين. وأوضحت الصحيفة أن خطاب "الأسد" أثار جدلًا واسعًا على المستوى الإقليمي والدولي خاصة بعد أن استنكر فكرة الربيع العربي والإطاحة بالأنظمة المستبدة أو الديكتاتورية وتعهد بالقتال ضد هؤلاء الذين يسعون إلى الإطاحة بنظامه، واصفًا إياهم بالمتطرفين والمجرمين الذي سيكون التفاوض معهم أمرًا مستحيلاً وغير مقبول بالنسبة له. وأضاف الأسد "أن الانتفاضة القائمة ضد عائلة "الأسد" التي حكمت البلاد لأكثر من 42 عامًا هي ثورة مزيفة لأنها حرب شنتها قوى خارجية وإن المخلصين من الشعب السوري يعملون لصالح الوطن". فى حين وصف بعض الساسة خطاب "الأسد" الذى ألقاه فى يوليو الماضى بأنه وضع خطوطاً عريضة لتسوية الأزمة السورية وأنه أتى بعد سلسلة من المساع الدبلوماسية الدولية التي شملت روسيا وأمريكا والمبعوث الأممي والعربي "الأخضر الإبراهيمي"، إلا خطاب "الأحد" بدد أى أمل فى حدوث انفراجة سياسية في المستقبل القريب، حيث حملت نبرة الخطاب تحديا. ولفتت الصحيفة إلى أنه بالنسبة للذين يريدون إصلاحات سياسية كبيرة أو يسعون إلى وضع حد لموجة العنف المندلعة في البلاد والتي تركت وراءها حتى الأن ما لا يقل عن 60 ألف قتيل سوري، لا يرون أي سبب للتفاؤل بعد خطاب "الأسد" أول أمس. وقالت إحدى السيدات التي تعيش في الضواحي الجنوبية لدمشق في تعليقها على خطاب "الأسد" "إنه يريد أن يعود الوضع إلى سابق عهده، أن تعود سوريا إلى حكم عائلة "الأسد"، ولكن هذا من المستحيل أن يحدث بعد الآن". ومضت الصحيفة لتقول إن الخطاب شكل تساؤلات عديدة حول جدوى جهود مبعوث الأممالمتحدة في التوصل إلى حل دبلوماسي، في حين كان المحور الرئيسي لعمل "كوفي أنان" و"الأخضر الإبراهيمي" يدور حول مفهوم "الانتقال". وانتهت الصحيفة لتقول إنه بدا من الواضح أن الرئيس السوري "بشار الأسد" لديه فهم مختلف لما تمثله فكرة "المرحلة الانتقالية" وما تستلزمه تلك المرحلة.