»الكلمة أقوي من القنبلة الذرية«.. عبارة أطلقها أحد الادباء الكبار عقب الحرب العالمية الثانية.. حينما اهتز العالم كله عقب القاء قنبلتي هيروشيما وناجازاكي الذريتين في نهاية الحرب.. لقد غيرت القنبلتان وجه العالم .. فقال اديب مصري كبير نسيت من هو.. فقد اصبحت انسي كثيرا من الاسماء.. حقبة الاربعينيات بالذات كانت تشهد اكبر عدد من الادباء والشعراء والمفكرين العظام.. قال الاديب الكبير إن الكلمة أقوي من القنبلة الذرية لان الكلمة تستطيع أن تبني وتستطيع أن تهدم.. الكلمة تغير العقائد والاديان وتغير التاريخ وجغرافيا الامم.. والكلمة تهدم اكبر الامبراطوريات وتطيح بأقوي الملوك والطغاة.. - لماذا اكتب هذا الكلام اليوم؟ - الموضوع له قصة.. - بعد أن تقرر وقفي عن الكتابة بل والعمل وبمجرد دخول الدار.. ثم فجأة تقرر اعادتي للعمل دون أن تتضح حقيقة من أصدر قرار الوقف ومن اصدر قرار العودة للعمل!!.. بعد هذا الموقف الذي هدد مستقبلي كله اصبحت العداوة والكره والبغض متبادلة بعنف مع النظام كله.. لا اكتب هذا الكلام اليوم .. ولكنه تاريخ قديم.. وكما سبق وأن قلت انني مستعد لاي تعليق أو تكذيب أو تصحيح.. وحرصت علي ألا استشهد سوي بالاحياء وكلهم يحتلون مناصب كبيرة واسماء مشهورة.. ثم أعداد الصحف التي تشهد هذه الاحداث موجودة!! المهم.. بدأت في العمود اليومي في صحيفة حكومية هي »الجمهورية« بدأت اكتب كل ما فيه »غمز ولمز« ضد الرئاسة بالذات.. طبعا صعب أن اكتب بصراحة.. بل مستحيل.. فرؤساء التحرير من رقباء الداخلية زمان ايام الرقابة علي الصحف.. الحكايات كثيرة.. ولكن اذكر منها حينما كانت تطلق اسماء مبارك وسوزان بهذه الكثرة علي كل شيء.. حتي إن معسكراً بوليساً جديداً في طريق السويس اطلقوا عليه اسم مبارك!! كتبت ايامها انتقد هذا السلوك بطريقة عامة ورويت قصة رياضية.. عندما ادخلنا في مصر لأول مرة حكاية »اختيار لاعب العام« عام 1960 وتم اختيار رفعت الفناجيلي »لاعب العام« مثلما تفعل معظم الدول الاوروبية.. وكانت هذه أول مرة تفعلها مصر.. وكان هذا العمل له دوي كبير حتي ان الوزير محمد توفيق عبد الفتاح أصر علي الحضور ورئاسة لجنة التحكيم بنفسه.. وكانت المنافسة ملتهبة بين صالح سليم ورفعت الفناجيلي وبالفعل فاز الفناجيلي بصوتين أو ثلاثة لا أذكر. في هذا الجو الذي ساد مصر كلها.. اطلق حمدي عاشور محافظ دمياط اسم الفناجيلي علي الشارع الذي يقطن فيه في دمياط.. فكتب استاذنا حلمي سلام رئيس تحرير مجلة الاذاعة وكانت من اشهر واقوي المجالات.. كتب يطالب عبد الناصر بالغاء قرار المحافظ لان هذا يتنافي مع »العرف العالمي« وهو عدم تخليد اي شخص سواء زعيماً أو رئيساً أو فناناً أو أي شخص حتي لو ادي خدمة كبري للبلد خلال حياته.. التكريم والتخليد بعد الوفاة.. لانه يجوز جدا أن يرتكب هذا الشخص قبل موته اعمالاً تسيء إليه وإلي البلد.. فكيف يتم تكريمه أو تخليد اسمه باطلاقه علي شارع أو ميدان أو جامعة أو مدرسة أو مستشفي.. أو عمل تمثال له مثلا بعد ارتكابه كل هذه الجرائم!! لا أدعي أن الرئيس السابق المخلوع قرأ وفهم.. لا اعرف أي شيء من هذا القبيل.. ولكن فقط الذين لاحظوا وفهموا وكانوا من آن لآخر ينصحوني بالكف عن هذا »الغمز أو اللمز« هم رؤساء التحرير والمسئولون عن الجريدة!! ألم أقل لكم إن »الكلمة أقوي من القنبلة الذرية«!!.. انتهت الحلقات!!