حكاية الشاب «شهاب» هى مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، 14 سنة على فراش المرض، يرقد «شهاب محمد أحمد»، فى العقد الثالث من عمره، مغطى بفرش يُدارى ما لحق به، من فقدان القدرة على الحركة وقرحة فراش توغلت فى جسده، وما خفى كان أعظم، ورافقته طيلة هذه المدة والدته التى كرّست حياتها لتعتنى به وترعاه داخل المستشفى تاركة خلفها منزلها وزوجها وبقية أولادها، ضاربة أروع الأمثلة عن الأمومة. وقالت «سعدية»: نجلى يعانى من عيب خُلقى فى قدمه وتعرض لحادث فى المدرسة تسبب فى إصابته بخلع فى مفصل الحوض الأيمن، عام 2001 وتم نقل «شهاب» وقتها إلى مستشفى الطلبة ثم قررت الهيئة العامة للتأمين الصحى نقله إلى معهد ناصر بالقاهرة لإجراء عملية يتم فيها تركيب «شريحة مسامير»، ولم يتم إجراء العملية له إلا فى عام 2002، وبعد إجراء العملية تم «فك الجبس»، اكتشفت وجود اعوجاج فى ساق نجلها فعادت به مرة أخرى إلى المستشفى فقالوا، بأنه سيتم إجراء عملية أخرى له لتركيب «بوصة» فى الحوض، وكان ذلك فى عام 2003، إلا أنهم لم يفعلوا شيئاً، بحسب قولها. وبعد إجراء العملية الثانية اكتشفت أن التقرير الطبى مكتوب فيه بأنه «قد تم فك الجبس» على الرغم من أنه لم يتم تركيب جبس من أصله، وعندما عادت إلى هيئة التأمين الصحى بمنطقة ستانلى بالإسكندرية فتم تحويل «شهاب» إلى مستشفى جمال عبدالناصر، وتم تشكيل لجنة عظام بمشاركة أساتذة من مستشفى ناريمان للعظام وقررت اللجنة أنه يحتاج إلى «علاج طبيعى»، موضحة أنها دخلت المستشفى فى 15 مايو 2013 لعمل علاج طبيعى لنجلها، إلا أنه تم إهماله داخل المستشفى دون علاج حتى أصيب ب«قرحة فراش وجلطة»، وكلما اشتكت من إهمال نجلها دون رعاية أو علاج هاجمها أطباء المستشفى، «ابنى جاتله جلطة فى الرئة وكان هيموت وبعدها أصيب بقُرح فراش، وبعد ذلك نقلونى فى غرفة بقسم آخر فى الطابق الأعلى بالمستشفى». واستطردت والدة الشاب المريض، أنها سعت من أجل أن يُكمل نجلها دراسته، وتمكنت من استكماله الصف الخامس الابتدائى فى مدرسة الطلبة، ثم استكمل دراسته حتى الصف الثالث الثانوى العام، وذلك من خلال لجان خاصة تأتى له المستشفى، لافتة إلى أنها تمتلك جميع الأوراق التى تثبت مدى الإهمال الذى تعرض له نجلها. فى المستشفى حيث أصبح لا يستطيع التحكّم فى الاخراج، مضيفة أنه عندما قام الأطباء بالمستشفى بتركيب «قسطرة» له حدث «شرخ» فى عضوه الذكرى، فاستغاثت بأحد الأطباء بالمستشفى ولكن كان رده «مش مهم»، الأمر الذى تسبب فى تفاقم المشكلة وحدث قطع تماما فى عضوه الذكرى، وتدهورت حالته وازدادت سوءا بسبب إهمالهم. وتابعت أنها فوجئت بمطالبة المستشفى لها بسداد 120 ألف جنيه، وعندما سألت عن السبب كان الرد بأن نجلها ليس طالبا، مؤكدة أن نجلها حاليا فى الصف الثالث الثانوى «علم علوم» وأن لديها الملف ورقم الجلوس الخاص به، «أنا مش ذنبى إن ابنى كبر فى السن داخل المستشفى والوزير صرح له بلجنة تأتى له داخل المستشفى لاستكمال تعليمه»، إلا أنه دون جدوى. الكارثة التى كشفت عنها «سعدية» هى قيام المستشفى بقطع الكهرباء عن الغرفة التى تقيم فيها داخل المستشفى، كما أنهم منعوا الطعام عن نجلى على مدار عام كامل. وأضافت: « لقد ظنوا أنه ليس لديه أهل مثلما ادّعى مَن أحضروه إلى الدار كما ادعوا أنهم وجدوه مُلقى فى المستشفى منذ فترة طويلة ولا يوجد معه سوى امرأة عجوز». وأشارت إلى أنها ذهبت الى وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية السابق، وأوضحت له حالة نجلها، فقال إنه من غير الممكن أن يخرج نجلها دون أن يوجد حل لمشكلته، ثم فوجئت به بعد ذلك يقول إن حالة نجلها ليست تابعة لمديرية الصحة وإنما تتبع هيئة التأمين الصحى وليست من شأنه. الكارثة التى تنهى بها حديثها هى قيام أحد الأطباء ومعه فرد أمن بتقييدى وطردى من الغرفة واصطحبا ابنى فى سيارة اسعاف لمكان غير معلوم. وعقب إفاقتى ظللت أسير فى الشوارع دون حذاء لا أعرف أين ذهبوا بابنى، وذهبت إلى النيابة العامة لتقديم بلاغ لمعرفة من الذى قام بهذه الجريمة فى حق ابنى. «متاعب الناس» تطالب الدكتورة هالة زايد بالتحقيق فى هذه الواقعة ومعاقبة المتسببين وعلاج «شهاب» على نفقة الدولة. شيرين طاهر