أكثر من 300 أسرة سورية لاجئة تعيش في مدن قناة السويس يتم رعايتها بالجهود الذاتية من تبرعات المصريين في هذه المنطقة بتوفير المساكن والملبس والرعاية الصحية وفرص عمل وتوفير مستلزمات الدراسة للأطفال اللاجئين والملتحقين بالمدارس الحكومية بمحافظات الإسماعيليةوالسويس وبورسعيد. ورغم ضعف الوضع الاقتصادي في مصر وارتفاع الاعباء الحياتية الا ان المواطنين المصريين يسارعون في مساندة اللاجئين بما توفر لديهم من إمكانيات مادية أو عينية بدءًا من حملات التبرعات التي يقوم عليها متطوعين من الشباب داخل الجامعات مرورًا بحملات التبرعات بالمساجد والجمعيات الأهلية وصولاً لتقديم الوحدات السكنية الخاصة لاستضافة اللاجئين فيها. في محافظات قناة السويس الثلاثة الإسماعيليةوالسويس وبورسعيد – التي عانت ويلات الترحيل لأكثر من سبعة سنوات أثناء احتلال الجيش الإسرائيلي لشبه جزيرة سيناء في عام 1967 وحتى عام 1973 – يقيم أكثر من 300 أسرة سورية في وحدات سكنية ومنازل يمتلكها مواطنين مصريين قدموها للرعايا السوريين دون مقابل حتى تستقيم أوضاعهم المادية أو العودة لأرض الوطن بعد استقرار الأوضاع. ففي الإسماعيلية نظمت الجماعة الإسلامية مركزًا لتجميع الأسر السورية تم اقامته خصيصا لدعم ومساندة اللاجئين السوريين في المحافظة ويقوم المركز على توفير وحدات سكنية مجهزة للاجئين وفرص عمل وتوفير مصروفات الدراسة للتلاميذ من ابناءهم داخل المدارس المصرية طبقا لما جاء على لسان ايمن ابوجاد مدير المركز بالإسماعيلية الذي اكد على قبول التبرعات المادية والعينية من المواطنين المصريين ومنحها للاسر السورية التي تعيش داخل نحو 12 وحدة سكنية منتشرة في اماكن متفرقة بالإسماعيلية. وتقول زينب الجهيني، رئيس مجلس إدارة جمعية نسور الخير الأهلية، إن هناك أكثر من 40 أسرة سورية بالإسماعيلية ويتراوح عدد الأسرة الواحدة ما بين 5 إلى 20 لاجئًا ويقوم الأهالي على توفير منازل لهم ولكن البعض منهم يفضل الاقامة في المناطق الريفية خاصة بمنطقة أبوصوير وفايد. وأكدت أن هناك أطباء ومراكز طبية متخصصة تبرعت بتوفير الرعاية الصحية والعلاجية للاجئين وأسرهم. وفي محافظة بورسعيد يقوم ائتلاف تجار بورسعيد على رعاية وتولي شئون نحو 85 أسرة سورية يصل عددهم لنحو 1118 لاجئًا.ويقول محمود فؤاد رئيس رابطة التجار " نحن أهالي مدن القناة أكثر المصريين شعورا بالتهجير الذي يعيشه الاخوة السورسيين حاليا.فلقد عانينا أكثر من 7 سنوات من التهجير داخل مدن مصرية في فترة الاحتلال الإسرائيلي لسيناء ولاقينا من ويلات الحرب والقصف الإسرائيلي على مدننا ونحن اطفالا ولذا فنحن أكثر المصريين شعورًا بما يعانيه أهل سوريا اللاجئين في بلادنا". وقال "ان تجار واهالي بورسعيد تمكنوا من توفير ما يقرب من 100 وحدة سكنية وتم تجهيزها بوسائل الإعاشة الكاملة للاجئين ويقيم بها نحو 85 أسرة وهناك وحدات سكنية جاهزة لاستقبال المزيد من اللاجئين وبقوم الائتلاف بتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية من مأكل وملبس واغطية وغيرها من الاحتياجات الأولية للأسر " وأكد فؤاد أن سيدات بورسعيد يتعاملن مع اللاجئات ويقمن على توفير فرص عمل لهن، وتسويق منتجاتهتن من الاطعمة التي يعدونها ومن المفروشات والملابس المطرزة وقال " إن سيدات منهن استغلوا مهارتهن في إعداد الطعام والطبخ والتطريز لتحقيق دخل لهن ولأسرهن " وأكد أن زوجات وبنات التجار على صلة دائمة معهن ويقمن بتنظيم زيارات للاسر ومساعدتهم في تسويق ما يمكن إنتاجه. وفي السويس تستضيف الأجهزة التنفيذية داخل قرية الحجاج العشرات من الاسر السورية والتي تشرف على رعايتها المحافظة والجمعيات الأهلية حيث يتم توفيروسائل الاعاشة للاجئين ويقول عمرو العمري مدير قرية الحجاج بالسويس ان المحافظة استقبلت العشرات من الاسرالسورية الوافدة من الاردن وتم استضافتهم على فترات متفاوتة وقام البعض منهم بالسفر إلى الجزائر للانضمام إلى اهالي لهم هناك فيما سافر البعض الآخر إلى القاهرة والإسكندرية وأكد أن القرية بها الآن أعداد من الشباب السوريين اللاجئين وتقوم المحافظة على توفير سبل الإعاشة الكاملة لهم.