في فصل جديد من تلك المسرحية الهزلية أو الفانتازيا التي يقيمها الحزب الفاسد منذ سقوطه والتي عرفت بما يسمي الثورة المضادة، ولو أنني أكره تلك التسمية وأتحفظ عليها لأن الثورة تعني عندي الإصلاح والتغيير وليس الإفساد والتخريب، ما علينا في هذا الفصل الجديد يطل علينا رأس الأفعي من جديد ليأمر وينهي ويهدد ويتوعد وكأنه مازال رئيسا للبلاد والعباد وهو الذي استباح ماله وعرضه طيلة ثلاثين عاما من حكمه الفاسد، المستبد، ليلتف من جديد حول الثورة محاولاً الانقضاض عليها في محاولة بائسة ويائسة من سلسلة محاولات بدأت منذ يوم 28 يناير والتي عرفت بجمعة الغضب، منذ ذلك اليوم وفصول المسرحية تتوالي علي الشعب المصري من مشاهد الترويع والتجويع وفتح السجون والبلطجة والسرقة والحرائق المتتالية وصولا إلي معركة الجمل وما تلاها من فصول غبية وهابطة لزرع الفتنة الطائفية في البلد ثم لزرع الفتنة بين المسلمين بعضهم ببعض بضرب السلفيين بالصوفيين لحرق البلد كلها بمسلميه ومسيحييه! وصولا إلي معركة الجلابية في الاستاد وصولا لمشهد الجمعة الفائت ومحاولة الفتنة بين الشعب والجيش أي الوقيعة بين شريكي الثورة ومحاولة إحداث شرخ في صلب الجيش الوطني في حركة مكشوفة ومفضوحة ليصلوا إلي ذروة الملهاة العبثية بظهور زعيم العصابة بعد أن سقطت عصابته واحداً تلو الآخر وأصبح أغلبهم داخل الزنازين والبقية في الطريق وضاق الخناق عليه وعلي أسرته وأصبح قاب قوسين أو أدني من الاستدعاء، بل في نفس اليوم الذي تم فيه استدعاء ابنه جمال للمثول أمام جهاز الكسب غير المشروع ولكنه لم يحضر وحضر الأب من خلال تسجيل صوتي كما يفعل بن لادن ومن خلال قناة العربية، الناطقة بالعبرية، قناة أصدقائه السعوديين الذين يبذلون قصاري جهدهم لإنقاذه من حبل المشنقة أو حتي النيل منه بأي صورة من الصور وذلك من خلال أسلوب التهديد والترغيب، فهم يهددون الشعب المصري بسحب جميع استثماراتهم في مصر وطرد جميع المصريين العاملين في المملكة إذا تمت محاكمته وفي الوقت نفسه عروض سخية وإغراءات استثمارية للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة إذا تم التغاضي عن ملاحقته قضائياً ومهما نفي السفير السعودي ذلك فلن يصدقه أحد لأن هذه المعلومة مؤكدة مائة في المائة ونقلها وزير خارجية بلاده للمجلس العسكري! يختار زعيم العصابة التوقيت والمكان الذي يظهر فيه ولقد أشرنا لملابسات المكان، أما التوقيت فبعد حبس ذراعه اليمنى زكريا عزمي كاتم أسراره وأسرار أسرته الفاسدة ليعطي إشارة لباقي العصابة المطاردين أنه مازال موجوداً وفي استطاعته حمايتهم وحماية من في السجون أيضا وأكملوا دوركم الذى رسمته لكم منذ جمعة الغضب ومازال رجالنا يملأون إدارات الدولة المختلفة وفي إمكاننا أن نهدم الدولة علي من فيها فلا تخافوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون!! إنه شمشون هذا الزمان الذى لن يرضى أن يستسلم ويخرج من ميدان المعركة رافعا الراية البيضاء تاركا هذا البلد، الذي نهب ثرواته واستعبد شعبه وأذله، أن يعيش حرا عزيزا رافعا رأسه بكبرياء، آمناً مطمئناً وهم محاصرون ومطاردون، فمبدأ هؤلاء الجبابرة هو نحن أو لا أحد علي ظهر هذه الأرض!! ونحن نتساءل كيف سُجل هذا الشريط؟ وكيف تسرب والمفترض أنه رهن الإقامة الجبرية خاصة أن مديرة مكتب العربية في القاهرة قالت إنها لا تعرف شيئاً وأنها فوجئت به يذاع من مقر القناة في دبي! لعل المجلس العسكري أحس الآن أننا كنا علي صواب حينما طالبنا منذ اليوم الأول بضرورة القبض فورا علي أفراد العصابة كلهم من كبيرهم لصغيرهم وبحكم قانون الطوارئ الذي استخدموه سيفاً مسلطاً علي الشرفاء من أبناء الوطن، طالبنا بحبسهم كإجراء احترازي حتي لا نترك لهم الفرصة للتحرك والتآمر علي الثورة والوطن، كنا نطالبه باتخاذ قرارات سريعة وحاسمة رأيناها مصيرية للحفاظ علي مكتسبات الثورة ولكنه توخي الحذر والحيطة وتباطأ في اتخاذها مما كان من شأنه ضياع شهرين من عمر الثورة ضاعت فيها الكثير من حقوقنا بدءاً من التمسك باستمرار الحكومة التي شكلها رئيس العصابة (حكومة شفيق) التي مكنتهم من تستيف أوراقهم وتسوية المتعلقات وطمس كل الحقائق التي تدينهم وتمكينهم من تهريب ما تبقي من أموالهم للخارج ومخاطبة دول العالم من خلال صبي الشئون الخارجية في العصابة المدعو "أحمد أبو الغيظ" الذي تعمد التباطؤ في إجراءات التخاطب مع هذه الدول لتجميد أموال زعيم العصابة وأسرته! إن ترك تلك الفئة الضالة كل هذه المدة أحراراً يذهبون وىجيئون بلا حسيب ولا رقيب كان من شأنه أن يعيثوا في الأرض فساداً وكادوا يحرقون الأخضر واليابس لولا يقظة هذا الشعب العظيم الذي دفع دم أبنائه ثمناً لحرية وطنه ومستعد لدفع المزيد للحفاظ علي حريته لأنه يدرك أن للحرية أثماناً باهظة لابد أن يدفعها كي يحيا حياة عزيزة وكريمة.. لقد جاءت قرارات النائب العام باستدعاء رئيس العصابة وأنجاله متأخرة جدا وبعد كلمته الاستفزازية هذه والتي حاول فيها شق الصف والإيهام بأنه الشريف، العفيف، طاهر القلب واليد، وأنه الضحية لعله بهذا يستدر عطف البسطاء الذى توهم أنهم سيصدقون أكاذيبه، ومن اللافت أنه حاول تبرئة ذمته المالية بأكاذيب ولم يحاول تبرئة ذمته السياسية وإفساده للحياة السياسية في مصر طيلة ثلاثين عاما من الغش والتزوير ولم يشر من قريب أومن بعيد إلي أرواح الشهداء الذين قتلهم بسلاح الغدر والخسة، هذه هي قضيتنا الكبرى معه قبل قضية سرقة أموال مصر والتي يجب أن يحاكم عليها في ميدان عام أمام الشعب! [email protected]