الاستقامة على منهج الله من اسباب دخول الجنة والثبات على الحق وبعد تفسير وشرح قول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}، تبين منها عدةُ ثمراتٍ مستفادة من الآية الكريمةِ ومن هذه الثمرات أن للهِ تعالى شعائر وهي الأعلام الدينيّة البارزة والظاهرة التي ينبغي على المؤمن تعظيمها وتقديسها، كالنسك والعبادات والأعياد والحج فينبغي على المسلم أن يجعل لكل منسك من مناسكها قُدسيةً خاصةً من بابِ تعظيمها وتقديسها إرضاءً لله تعالى، ومن علامات صلاح العبد وتقوى قلبه تعظيمه وتقديسه لشعائر الله تعالى. وتعظيمُ المسلم للشعائر الدينية هو تعظيمٌ وتبجيلٌ لله تعالى. وكذلك يُستفاد منها أن من تعظيم شعائرِ الله تعالى اجتناب كل ما نهى عنه ودعا المسلمين إلى تركِهِ وعدم إتيانه، سواءً بالأفكارِ أو الأقوال أو الأفعال، وإتيان كُل ما أمر به عباده على أكملِ وجهٍ يستطيعون القيام به، كما ويُعدُ البدن والهدي مما يدخلُ في آية تعظيم شعائر الله، فيجبُ استحسانها واختيار أسمنها وأفضلها، ويجب على المسلم الابتعاد عن كُل ما حرمه الله تعالى فإن هذا أيضًا تعظيمٌ لحُرمات الله تعالى، فتعظيمُ كل هذه الأمور وإجلالها ومحبتها هو إكمالٌ للعبوديةِ فيجبُ أدائها من غيرِ كسلٍ ولا تهاونٍ ولا تثاقل فهي من تعظيم حُرمات الله تعالى وشعائرِهِ، وذكرَ الله تعالى إحسانهُ لعبادِهِ بما أحلهُ لهم من الإبل والبقر والغنمِ وبهيمةِ الأنعام، وعدها من جملة المناسك التي يتقربُ بها العبدُ لله تعالى، ومن نعمتهِ وإحسانه أيضًا ما ذكرهُ بعد ذلك من تحريمه ما يتلوه على عبادِهِ وهذا تزكيةً لنفوسهم وتطهيرًا لهم من الشرك وقول الزور ومن أفضل ما يحصل عليه العبد من تعظيمه لشعائرِ الله تعالى هو شهادةُ الله تعالى له بتقوى قلبِهِ.وصلاحِهِ.