مكة المكرمة- عبد المنعم البراشي: أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي، المسلمين بتقوى الله عز وجل، وقال في خطبة الجمعة اليوم إن تعظيم الله جل جلاله، أصل في تحقيق العبودية، فالإيمان مبني على التعظيم والإجلال، فلا يصح الإيمان ولا يستقيم الدين إلا إذا ملئ القلب بتعظيم رب العالمين، وكلما ازداد المرء بالله علما، ازداد له تعظيما وإجلالا. و أردف: إن الله عظيم في ملكه وخلقه، وفي تدبير شؤون خلقه، وفي الفصل بين عباده، وكل عظمة في الوجود دليل على عظمة خالقها ومدبرها، وينبغي لمن عرف حق عظمة الله ألا يتكلم بكلمة يكرهها الله، ولا يرتكب معصية لا يرضاها الله، إذ هو القائم على كل نفس بما كسبت. و أضاف "المعيقلي": مهما اجتهد الخلق في تعظيم الله تعالى فإنهم عاجزون عن تعظيمه كما ينبغي لجلاله، فحقه -عز وجل- أعظم وقدره أكبر، ولكن المؤمن يبذل في ذلك وسعه، والعظيم لا يخيب سعيه، ويجزيه على قليل العمل أعظم الجزاء وأوفاه، وإن من أعظم ما يعين العبد على استشعار عظمة خالقه، التأمل في عظيم أسمائه وجليل صفاته. وتابع بالقول: إن من عظّم الله تعالى وقف عند حدوده، ولم يتجرأ على مخالفته، فإن عظمة الله تقتضي تعظيم حرماته، والاستسلام لأمره ونهيه، والتسليم لشريعته: قال تعالى "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب". ونوه بأن الشعائر جمع شعيره، و هي كل ما أمر الله به من أمور دينه ، و من أعظم هذه الشعائر ما خصه الله به تعالى في كتابه ، وعلى لسان رسوله من تعظيم الشهر الحرام ، و البلد الحرام وما يتعلق بذلك من مناسك و شعائر الحج و العمرة من طواف و سعي ، ووقوف ومبيت و رمي ، و يجلل ذلك كله شعار التوحيد : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك " . وشدد فضيلته بأن الله تعالى خص مكة من بين سائر البلاد ، فحرمها يوم خلق الأرض و السماوات ، و أضافها إليه تعظيما لشأنها ، و إجلالا لمكانتها ، و توعد من نوى الإخلال بأمن حرمه أن يذيقه العذاب الأليم ، و على المسلمين استشعار هيبة المشاعربتوحيد الله و طاعته ، و التحلي بالرفق و اللين و السكينة ، و الالتزام بالتعليمات و الأنظمة ، و البعد عن الفسوق و الجدال و الخصام ، فلا مجال في هذه المشاعر المقدسة للشعارات الطائفية أو السياسية ، و إنما جعلت هذه الشعائر للإكثار من ذكر الله تعالى و استغفاره ، موضحا أن من نعم الله تعالى على عباده المؤمنين أن سخر لبيته من يقومون على خدمته ، فشّرف الله بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية ، فقامت بذلك خير قيام ، و بذلت وسعها ، فجزى الله خيرا خادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمن ، و أدام الله على هذه البلاد الأمن و الأمان و العز و الرخاء .